وكلامه نور ، ومصيره يوم القيامة إلى الجنّة نور. قيل له عليه السلام : إنّهم يقولون : مثل نور الربّ ، قال عليه السلام : سبحان الله ليس لله مثلٌ ، قال الله تعالى : (فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّـهِ الْأَمْثَالَ) (١) ، (٢).
وسئل الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : (اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ) ، فقال عليه السلام : هو مثَلٌ ضربه الله لنا ، فالنبيّ صلى الله عليه وآله والأئمّة صلوات الله علهيم أجمعين من دلالات الله وآياته التي يُهتدى بها إلى التوحيد ومصالح الدين وشرائع الإسلام والفرائض والسُّنن ، ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم (٣).
وقال سبحانه : (أَفَمَن شَرَحَ اللَّـهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) (٤). وقال عزّ علاه : (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا) (٥).
وعندما نعمّم استعمال النور بمعنى الكاشفيّة والهداية الخاصّة ، يكون العقل نوراً لأنّه يمثّل مدارك الحقّ ويقود إلى الطاعة ، وينهى عن المعصية ، وتكون الحواسّ نوراً لأنّها تكشف عن حقائق الأمور.
والكتب السماويّة نور لاشتمالها على المعارف الحقّة والأحكام الصحيحة ، والنبيّ نور ، والهداية التي يقذفها في قلوب الصالحين من عباده لينظروا في ملكوت السماوات والأرض نور ، وظلمة الليل نور ، والمصائب والاختبارات التي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير القمّيّ ٢ : ١٠٣.
٢ ـ النحل : ٧٤.
٣ ـ التوحيد للصدوق : ١٥٧ / ح ٢.
٤ ـ الزمر : ٢٢.
٥ ـ الأنعام : ١٢٢.