وقال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل : إنّ الله عزّ وجلّ خَلَق خلقاً من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ، لِيُثيبَهم على ذلك الجنّة ، فإن استعطتَ أن تكون منهم فكن (١).
ثمّ يأتي النداء الصارخ ، المثير للهمم ، الموقظ للضمائر : قال الرسول صلى الله عليه وآله : مَن أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس منهم ، ومَن سمع رجلاً ينادي : يا لَلمسلمين! فلم يجبه فليس بمسلم (٢).
وقد أوصى الإسلام برعاية حقّ الجوار والإحسان إليهم ، حتّى ورد عنه صلى الله عليه وآله : ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتّى ظننتُ أنّه سيورثه (٣).
وقال صلى الله عليه وآله : ما آمن بي مَن بات شعبانَ وجارُه جائع (٤).
وقال أبو عبد الله عليه السلام : حُسنُ الجور يَعْمُر الديار ، ويزيد في الأعمار. وعن الإمام الكاظم عليه السلام قال : ليس حُسنُ الجوار كفّ الأذى ، ولكنّ حسن الجوار صبرُك على الأذى (٥).
وورد عنهم عليهم السلام : من خان جاره شبراً من الأرض ، طوّقه الله تعالى يوم القيامة إلى سبع أرضين ناراً حتّى يدخله جهنم (٦). والمؤذون للجيران يأتون في المحشر مقطوعي الأيدي والأرجل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ١٩٣ / ح ٢.
٢ ـ نفسه ٢ : ١٦٤ / ح ٥.
٣ ـ دعائم الإسلام ٢ : ١٨٨ / ح ٢٦٥.
٤ ـ الكافي ٢ : ٦٦٨ / ح ١٤.
٥ ـ نفسه ٢ : ٦٦٦ / ح ٨.
٦ ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : ٢٨١.