وقال صلى الله عليه وآله : ما من صباح إلّا وقد وكّل الله تعالى ملكين يناديان : اللهمّ اجعل لكلّ مُمسكٍ تَلَفاً ، ولكلّ منفقٍ خَلَفاً (١).
وأختم هذا البحث بهذه الرواية الرائعة : روي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله كان يطوف بالبيت ، فإذا رجل متعلّق بأستار الكعبة وهو يقول : اللهمّ بحرمة هذا البيت إلّا غفرتَ لي ذنبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وما ذنبك ، صِفْه لي؟ قال : هو أعظم من أن أصفه لك.
قال : ويحك ، ذنبك أعظم أم الأرضون؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : ويحك ، ذنبك أعظم أم الجبال؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : فذنبك أعظم أم البحار؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : فذنبك أعظم أم السماوات؟ قال : بل ذنبي يا رسول الله.
قال صلى الله عليه وآله : ذنبك أعظم أم العرش؟ قال : بل الله أعظم وأعلى وأجلّ.
قال صلى الله عليه وآله : ويحك! فصِفْ لي ذنبك؟ قال : يا رسول الله إنّي رجل ذو ثروة من المال ، وإنّ السائل ليأتيني ليسألني فكأنّما يستقبلني بشعلة من النار.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إليك عنّي ، لا تُحرقْني بنارك ، فوالذي بعثني بالهداية والكرامة ، لو قمتَ بين الركن والمقام ، ثمَّ صليتَ ألفَي ألف عام ، وبكيتَ حتى تجريَ من دموعك الأنهار ، وتسقيَ بها الأشجار ، ثم متّ وأنت لئيم ، لأكبّك الله في ال نار ، ويحك أما علمتَ أنَّ الله يقول : (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ) (٢) ، (وَمَن يُوقَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ جامع السعادات ٢ : ١١٢.
٢ ـ محمّد صلى الله عليه وآله : ٣٨.