باب الجنّة : الصدقة بعشرة ، والقرض بثمانية عشر (١).
وفي تفسير هذين الحديثين نرى كيف يكون القرض ثمانية عشر ، فلو أقرض أحدهم غيره درهماً ، كان له ما يساوي عشرة دراهم عند الله ، فحيث إنّ الدرهم القرض يُسترجَع فيبقى له تسعة دراهم كذخيرة أخرويّة ، وحيثما كان القرض موجوداً عند المقترض ، فله تسعة دراهم أخرى كذلك ، فيكون بعد ضمّ الذخيرتين إلى بعضهما ثمانية عشر.
فالمقرض يستفيد تسعة من الثواب بالإقراض ، وتسعة أخرى بثواب بقاء القرض عند المقترض.
وجاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : من أقرض مؤمناً قرضاً ينتظر به مَيسورَه ، كان ماله في زكاة ، وكان هو في صلاة من الملائكة حتّى يُؤدّيَه إليه (٢).
وعنه صلى الله عليه وآله : من أقرض أخاه المسلم كان له بكلّ درهم أقرضه وزنُ جبلِ أُحد من جبال رضوى وطور سيناء حسنات ، فإنْ رفق به في طلبه يعبر به على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب. ومن شكا إليه أخوه المسلم فلم يُقْرضه ، حرّم الله عليه أجرَ المحسنين (٣).
وقال صلى الله عليه وآله : من كشف عن مسلك كربةً من كُرب الدنيا كشف الله عنه كربة يوم القيامة ، والله في عون العبد ما كان العبد في حاجة أخيه (٤).
وورد في إنظار المُعسِر أحاديثُ كثيرة نذكر منها : قولَ النبيّ صلى الله عليه وآله : من أراد أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٤ : ٣٣ / ح ١ ـ باب القرض.
٢ ـ ثواب الأعمال : ١٣٨.
٣ ـ نفسه : ٢٨٩.
٤ ـ شرح الأزهار ٣ : ١٧٢ ، المجموع للنوويّ ١٣ : ١٦٢.