إطلاق هذه الكلمة عليهم عند التعريف بهم والحديث عنهم وعمن يقابلهم من الفئات الأخرى ، (وَالَّذِينَ هادُوا) وهم اليهود الذين انتسبوا إلى موسى عليهالسلام وإلى التوراة ، (وَالنَّصارى) الذين انتسبوا إلى السيد المسيح عليهالسلام ، (وَالصَّابِئِينَ) الذين هم فئة مميزة قد يلتقون باليهود أو النصارى وقد يختلفون عنهم ؛ (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) من موقع الالتزام العقيدي بالإيمان بالله وباليوم الآخر بكل مستلزماته الفكرية والعقيدية ، من حيث المبدأ والتفاصيل الرئيسة المنطلقة منه ، ومن قاعدة العمل الصالح الذي يتحول فيه الالتزام الفكري إلى التزام بالخط العملي المنفتح على أوامر الله ونواهيه (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) في لقائهم بالله وموقفهم في الدار الآخرة ، فهم الآمنون من كل خوف من تهاويل العذاب ، وهم المسرورون بما أعدّه الله لهم من رضوانه ونعيمه ، فابتعدوا بذلك عن أيّة حالة نفسية مضادة تجلب لهم الحزن الروحي. فليست المسألة مسألة أسماء وعناوين تمثّل الانتماءات الدينية ، بل هي مسألة العمق العقيدي الذي يعيشه الإنسان في وجدانه الفكري وانفتاحه الروحي ، والاستقامة العملية على خط التوحيد في كل التزاماته في الواقع العملي للإنسان.
* * *