(نَكالاً) : النكال : الإرهاب والعقاب ؛ وقيل : هو ما يفعل من الإذلال والإهانة بواحد ليعتبر به آخرون.
* * *
بنو إسرائيل وحرفية الطاعة
في هذه الآيات ، عودة إلى بني إسرائيل ليذكّرهم الله بالوضع القلق الذي كانوا يعيشونه تجاه التزامات العقيدة الإيمانية والعملية ، فقد أخذ الله ميثاقهم بعد إنزال التوراة ، وطلب منهم أن يتحملوا مسئولية الوحي الذي أنزل عليهم ، وأن يأخذوه بقوة في الالتزام به وفي الدعوة إليه ، وأن يتذكروا ما فيه فلا ينسوه مهما كانت الأوضاع ، لأن ذلك هو السبيل للحصول على ملكة التقوى التي تتيح لهم الانضباط أمام الله في ما يأمرهم به أو ينهاهم عنه ، ولكنهم أعرضوا بعد ذلك ، فلم يلتزموا بالميثاق. وربما كان هذا الخط المنحرف معرّضا للامتداد في حياتهم فيؤدي بهم إلى الخسران في الدنيا والآخرة ، ولكنّ فضل الله عليهم ورحمته بهم ، أنقذاهم في آخر لحظة ، فرجعوا وتابوا إلى الله. ثم يذكّرهم من جديد بالقوم الذين اعتدوا منهم في قصة السبت التي ابتلاهم الله بها ، كأسلوب من أساليب اختبار طاعتهم ، فحاولوا أن يتلاعبوا بذلك بأن يحبسوا السمك يوم السبت ليجتمع في محل واحد ، فلا يخرج منه ليصطادوه في يوم آخر ، ليحققوا بذلك حرفية الطاعة مع نتائج المعصية. فكان من نتيجة ذلك أن الله مسخهم قردة صاغرين ، ليكون ذلك عقوبة وعبرة لبقية المجتمعات المعاصرة لهم التي تنظر إليهم فترتدع عن السير في ما ساروا فيه ، ولمن خلفها من الأمم التي جاءت من بعدهم ... وموعظة للمتقين الذين يأخذون الدروس والعبرة من ذلك كله. وقد جاء ذلك في الحديث عن الإمام محمد الباقر عليهالسلام وولده الإمام جعفر الصادق عليهالسلام أنهما قالا : (لِما بَيْنَ