وَعَلى والِدَيَ) هذه الكلمة تدلّ على انّ الآية خاصّة بالحسين (ع) (وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) ورد في خبر انّه لو لم يقل في ذرّيّتى لكانت ذرّيّته كلّهم ائمّة (إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ) عمّا يشغلني عنك (وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) المخلصين أو المنقادين (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) أتى بالجمع إيهاما لتعميم الآية (وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ) وعدنا وعد الصّدق (الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) قال الصّادق (ع): لمّا حملت فاطمة (ع) بالحسين (ع) جاء جبرئيل الى رسول الله (ص) فقال : انّ فاطمة ستلد غلاما تقتله أمّتك من بعدك فلمّا حملت فاطمة (ع) بالحسين (ع) كرهت حمله ، وحين وضعته كرهت وضعه ثمّ قال : لم تر في الدّنيا امّ تلد غلاما تكرهه ولكنّها كرهته لما علمت انّه سيقتل ، قال: وفيه نزلت هذه الآية ، وفي رواية اخرى : ثمّ هبط جبرئيل (ع) فقال : يا محمّد (ص) انّ ربّك يقرؤك السّلام ويبشّرك بانّه جاعل في ذرّيّته الامامة والولاية والوصيّة فقال : انّى رضيت ثمّ بشّر فاطمة (ع) فرضيت قال: فلو لا انّه قال : أصلح لي في ذرّيّتى لكانت ذرّيّته كلّهم ائمّة ، قال : ولم يرضع الحسين (ع) من فاطمة (ع) ولا من أنثى ، كان يؤتى به النّبىّ (ص) فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاث فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول الله (ص) ودمه من دمه ، ولم يولد لستّة أشهر الّا عيسى بن مريم (ع) والحسين ، وفي نزول الآية في الحسين (ع) قريبا بهذا المضمون اخبار أخر (وَالَّذِي قالَ) عطف على الإنسان أو بتقدير اذكر ، وعطف باعتبار المعنى كأنّه قال : اذكر الّذى قال بعد بلوغ الأربعين ربّ أوزعني واذكر الّذى قال (لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) هذه اسم صوت وكلمة تضجّر يعنى اذكر حتّى يظهر بمقابلة هذا لذلك حسن الاوّل وقبح الثّانى ، أو مبتدء وخبره أولئك والجملة معطوفة (أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) من قبري حيّا (وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ) الأمم الماضية (مِنْ قَبْلِي) ولم يرجع أحد منهم ولم يخرج من قبره حيّا (وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ) هي وى ولك ووى كلمة تعجّب كأنّه قال : تعجّب لك ، أو هي الويل المضاف الى الكاف والمعنى الزم ويلك ، أو هي مخفّفة ويل ولك والمعنى ويل لك (آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) قد مضى هذه الكلمة في الانعام والأنفال والنّحل وغيرها مع بيانها ، قال القمّىّ : نزلت في عبد الرّحمن بن ابى بكر (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) بانّهم أهل النّار (فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ وَلِكُلٍ) من الفريقين أو لكلّ فرد من افراد الفريقين (دَرَجاتٌ) ناشئة (مِمَّا عَمِلُوا) ، أو لأجل ما عملوا ، أو هي عبارة من جزاء ما عملوا ، أو من نفس ما عملوا على تجسّم الأعمال ، والمراد بالدّرجات اعمّ من الدّركات (وَلِيُوَفِّيَهُمْ) قرئ بالغيبة والتّكلّم وهو عطف على محذوف اى ليجزيهم بأعمالهم وليوفّيهم (أَعْمالَهُمْ) بأنفسها أو بجزائها (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا) عطف على محذوف اى ليوفّيهم في الدّنيا أو يوم البرزخ أو لا يظلمون في الدّنيا أو يوم البرزخ ويوم يعرضون أو متعلّق بيقال محذوفا ، والتّقدير : يوم يعرض الّذين كفروا (عَلَى النَّارِ) يقال لهم (أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ) اى جهاتكم الالهيّة الّتى هي أطيب من كلّ طيّب (فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا) بالاشتغال بالدّنيا واتّباع الأهواء حتّى تمكّن منكم الشّيطان ، ومن تمكّن منه الشّيطان فرّ منه جهاته الإلهيّة (وَاسْتَمْتَعْتُمْ