الْخاسِرِينَ) للفوز بالمراتب العالية.
وإذا تدبرت ما ذكرنا ظهر لك خلل أقوال المتكلف «يه ١ ج ص ١٤ و ١٥».
وأما ما في تاسع التكوين (٢١) وشرب نوح من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه.
فنقول فيه : قد روى مستفيضا عن أهل البيت عن النبي صلوات الله عليهم ان الخمر ما حلت في دين قط ، ويدل العقل بأوضح دلالة على أن شربها والسكر بها الذي هو رأس الخلاعة والتهتك والشرور والمفاسد والخروج عن حدود الإنسانية مناف لوظيفة النبي الداعي الى الهدى والكمال والصلاح وحفظ الشرف خصوصا وقد حفظ الله نوحا كارزا للبر «٢ بط ٨ : ٥».
وحينئذ فلا بد من القول بأن قصة شرب نوح للخمر ، وسكره ليست من الوحي والإلهام لما بيناه من لزوم عصمة النبي.
ومن الظرائف اضطراب كلام المتكلف في هذا المقام «يه ١ ج ص ١٣ ـ ١٨» ولو انه التزم بما ادعاه.
«يه ٤ ج ص ١٦٨» من ان الله لم ينزل على القدماء قبل موسى شريعة بل اصطلح القدماء على عادات للجريان عليها في هذه الدنيا.
فقال : هاهنا بمقتضاه انه لم تكن في زمن نوح شريعة بتحريم الخمر فلم يفعل نوح بشربها خطيئة لاستراح هذا المتكلف فمن اضطرابه قوله :
«يه ١ ج ص ١٣» لا ننكر ان شرب الخمر حرام وقوله فأنت ترى أنها كانت جائزة والتوراة والإنجيل ناطقان بأنها حرام قطعا وشربها نوح دلالة على ضعف الطبيعة البشرية.
فنقول له : أنت يا ذا الذي تقصر الحقائق على ما في العهدين ، وإذ لا تجد فيهما ما تذكره نبوة القرآن تصول عليه صولة المتحمس من أين لك من العهدين ان الخمر كانت محرمة على عهد نوح خصوصا وقد ادعيت غفلة منك أو