اصلح البرهمية بادخاله فيها قانون ايمان بسيطا. وابداله عاداتها وشرائعها القاسية بشرائع ادبية ذات لين ورفق ، فالبوذية ديانة بسيطة ادبية عقلية مضادة للفلسفة والاحتفالات وحرفة الكهنة. سهلة المراس تدعو جميع الناس إليها. مسهلة للجميع طريق الخلاص. ولها عدة مجامع في امر الدين وانظر أيضا الى سو سنة «سليمان» «ص ٥٥ و ٥٦».
الفداء عند المسلمين
فإن قلت : أليس عند المسلمين معنى معقول للفداء ، وهلا يمكن لبعض الأولياء ان يكون فاديا ، قلت : أما على ما يقوله المتكلف فمعاذ الله ، نعم كل من أعلن بدعوة الحق ، وجاهر بمقاومة الباطل ، وأبدى صفحته للاضطهاد في سبيل الله ، لا تأخذه في الهدى إلى الحق لومة لائم ، فهو فاد لمن يهتدي بنور هداه ، وان من الفادين من أقدم في الجهاد في سبيل الله على تحمل أنواع الاضطهاد وبذل النفس والأعزة للقتل لأجل علمه بأنه ان لم يعل كلمة الحق بالظفر فإنه يعليها بتحمله الاضطهاد ، وان اضطهاده وقتله وسوء المعاملة له مما يعلي كلمة الدين ويوضح نهج الحق وينبه الناس على ضلالة قاتليه ومضطهديه ، ولكن لا يمكن لنا أن نسمي المسيح فاديا بهذا المعنى لأجل تصريح كتاب الله بأنه ما قتل ولا صلب بل هو فاد بالمعنى الأول.
الفصل الثالث : في وقوع النسخ
اعلم ان كلما ذكرناه من العهدين من أمثلة وقوع النسخ فإنما يتيسر لنا الاحتجاج به على سبيل الجدل والإلزام لمتبعهما وذلك لعدم علمنا بكون الناسخ والمنسوخ فيهما من الأحكام الإلهية ، وبعبارة اخرى لما كنا نعلم بانقطاع سندهما ووقوع التحريف فيهما لم يسغ لنا أن نقول على ما فيهما هذا حكم إلهي ناسخ ، وهذا حكم إلهي منسوخ.
نعم : برهاننا على وقوعه ما في القرآن الكريم في سورة آل عمران في الحكاية عن قول المسيح في دعوته ٤٤ (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) وكذا ما نعلمه إجمالا في انحاء العبادات السابقة حيث قيدها الاسلام بكونها عربية ،