من اجل ان ابراهيم سمع لقولي وحفظ ما يحفظ لي اوامري وفرائضي وشرائعي ، وسله هل يقول بعد هذا لم ينزل الله على القدماء شريعة أم يقول ان المراد بهذا كله شريعة الختان الواحدة.
يعقوب وليئة
ثم سله ما وجه العذر والتخلص عن جمع يعقوب للأختين بقوله «يه ٤ ج ص ١٥٨» ان مسألة يعقوب هي انه خطب راحيل فمكر به أبوها وأعطاه ليئة غير انه استمر على خدمته فأعطاه راحيل.
أتراه يقول ان ليئة لم يكن نكاحها صحيحا بل كان فاسدا بحسب عادة الوقت لأن يعقوب كان مخدوعا بها ودخل عليها بزعم انها راحيل ولم يعرف انها ليئة حتى اصبح فلا يكون تزوجه براحيل معها من الجمع بين الاختين. نعم ان قال ذلك لم نعترض عليه بأنه يلزم ان يكون اقترانه الفاسد بليئة زنى فيكون يعقوب وحاشاه زانيا مدة حياة ليئة ويكون اولاده منها روابين وشمعون ولاوي ، ويهوذا ، ويساكر ، وزبولون اولاد زنى والعياذ بالله لا يدخلون في جماعة الله الى الجيل العاشر «تث ٢٣ : ٢».
ولا نقول إذا كيف دخل في جماعة الله جيلهم الرابع والخامس وان منهما موسى كليم الله ، وهارون قدوس الله ، واللاويون حملة تابوت الله ، وخدام مسكنه وزعماء كهنوته وحفظة شريعته.
فأنا بحسب ما ألفناه من أدب المتكلف لا نأمن أن يقول لم ينزل على القدماء شريعة بتحريم الزنى ، او يقول نعم وقع يعقوب في خطيئة الزنى هذه المدة المديدة دلالة على ضعف الطبيعة البشرية ثم تاب من خطيئته وزيادة على ذلك ان المولى القدوس العادل سلط عليه ابنه روابين فزنى بزوجته بلهة أم اولاده دان ، ونفتالي ، «تك ٣٥ : ٢٢» انظر يه ١ ج ص ١٣ و ١٨ و ٦٦ ويقول أيضا ان أولاد الزنى الذين لا يدخلون في جماعة الرب هم العمونيون والموآبيّون «انظر يه ٣ ج ص ٢٦٣».