الذي جزم هاهنا جزم العارف الخبير بأنه الابن الاصغر لزربابل ناقضه هناك وقال جازما : ان لفظة ريسا لقب زربابل لأن معناها الأمير والرئيس فكأن لوقا قال : يوحنا هو ابن زربابل الأمير ، أما يوحنا فهو المسمى في سفر أخبار الأيام الاول بحنينا ، ولا يخفى ما في هذه الأسماء من الاتحاد والتشابه.
أقول : ومع هذا التناقض والاضطراب بقي مصرا على أن مريم هي من ذرية الأصغر من أولاد زربابل ، وليت شعري ألم ينكشف له بالوحي او بالمنام أو بتقدم الدنيا يوما فيوما بالمعارف ان مريم من ذرية الاكبر كما انكشف له أخيرا أن ريسا هو لقب زربابل لا اسم ولده الأصغر ، كما ادعاه هاهنا.
وأيضا إذا كان يوحنا الذي جعله لوقا ابنا لريسا هو حنينا المذكور في الأيام الاول من أبناء زربابل ، فنقول : ان لوقا ذكر ابن يوحنا يهوذا ولم يذكر في الأيام الاول من أولاد حنينا من اسمه يهوذا؟ فما ذا يقول المتكلف : من هو الذي اقترن ببنت وارثه فصار ابنا شرعيا لوالدها الحقيقي؟.
«زربابل ونيري» ولما جزم المتكلف بأن زربابل المذكور في متى هو ذات زربابل المذكور في لوقا توجه عليه الإشكال باختلاف متى ولوقا في نسبه ، فمتى نسبه الى يكنيا الى سليمان بن داود ، ولوقا نسبه الى شألتيئيل بن نيري الى ناثان بن داود ، فحاول المتكلف أن يتخلص من هذا بدعوى ان متى كتب النسب الحقيقي لزربابل ، ولوقا كتب النسب المجازي له باعتبار اقتران أبيه شألتيئيل بابنه نيري الوحيدة رئيس عائلة ناثان بن داود وذلك اما لأن لوقا كتب انجيله الى اليونان فجرى في النسب على اصطلاحهم كما زعمه المتكلف مرة ، واما لأن ذلك عادة مرعية متبعة عند اليهود كما زعمه مرة اخرى حسب ما تقدم في اضطرابه في هذا الشأن وتناقض كلامه فيه.
وقد استشهد من الآثار القديمة والعهد القديم على صحة نسبة الرجل إلى والد امرأته الوحيدة ، وذكر لذلك أمثلة لا تساعده على وهمه «انظر ص ٢٠٦ ـ ٢٠٩».
فنقول من أين له ان نيري لم يخلف ولدا ذكرا وان شألتيئيل اقترن بابنته