متفرقات كتابنا من بيان الموانع الداخلية في التوراة الرائجة من صحة سندها الى الوحي.
ومن شروط صحة الاحتجاج بما تذكره أيضا دلالته على انه لا تجيء بعد ذلك شريعة إلهية بواسطة نبي حق تجب طاعته وسماع قوله وليس فيما تذكره شيء من الدلالة على ذلك اما «أو لا» فلأن المحتمل كون اللعنة المذكورة على من لا يقيم الكلمات المذكورة في السابع والعشرين من التثنية. وتلك الكلمات واحكامها ثابتة في دين الاسلام على أكمل وجه وأما «ثانيا» فلو فرضنا ان اللعنة على مخالفة كل احكام الناموس فانما هي على المتمردين على احكام الناموس ممن يجب عليهم العمل به لا على الذين يخالفونه لأجل اتباعهم لشريعة حق إلهية يجب اتباعها لمناسبة احكامها لمصالح الزمان المتأخر. كيف وان التوراة تخبر بأن بني اسرائيل خافوا من هيئة خطاب الله لموسى بالشريعة وطلبوا غير هذه الهيئة فاستحسن الله كلامهم واخبرهم بمجيء نبي مثل «موسى» يجعل الله كلامه في فمه فيكلم الناس بكل ما يوصيه الله به ويجب اتباعه والذي لا يسمع له يطالبه الله. انظر تث ١٨ : ١٥ ـ ٢٠ وهل هذا إلا نبي يأتي بشريعة تجب طاعتها.
الأبد في التوراة والعهد القديم
فان قلت : ولهم حجة شرعية اخرى على المسلمين وهي ان كثيرا من شريعتهم قد نصت التوراة على انه ابدي والى الابد وذلك كالكهنوت الهاروني وكثير من شرائعه ومتعلقاته ، وكذا الاعياد والسبت. فيمتنع ما جاء به الاسلام من نسخ هذه الامور.
قلنا : وان الاحتجاج بهذا متوقف على صحة السند للتوراة الرائجة ، وقد ذكرنا انه لا سبيل الى ذلك ، ومتوقف أيضا على دلالة ما تذكره في الاصل العبراني على التأبيد مدى الليالي والايام وليس كذلك كما يشهد به التتبع في العهد القديم العبراني. فان كل ما قيل في تعريبه. فريضة ابدية ، فإنه في الاصل العبراني «حقت عولم» وما قيل في تعريبه «كهنوت ابدية» فانه في الاصل «كهونة لحقت عولم» وما قيل فيه. فريضة دهرية. فانه في الاصل «حقت عولم. وحق عولم. ولحق عولم» وما قيل يه «عهد ابدي. وميثاق ابدي» فانه في