ايليا مع ان معناه المقارب للصراحة بشهادة الحال والسؤال انه ليس ايليا الذي ينتظرونه ويسألونه عنه حسب بشارة ملاخي فكان ذلك منه صدا لهم عن الإيمان بالمسيح ومعثرة فيه بل لا يسلك من يريد منع الناس عن الإيمان بالمسيح طريقا أنجح من هذا فقد بقي الفريسيون متعلقين بهذه الشبهة.
فما للمتكلف يحامي عن الأناجيل التي لا يخفى حالها ويحاول اصلاح اضطرابها وتناقضها بما يلزم منه نسبة الجهل الى يوحنا المعمدان او مخالفته لوظيفته حيث يغريهم بالجهل ويصدهم عن الإيمان بالمسيح ، مع ان يوحنا لم يكن مداهنا في تعاليمه ، او لم يكن أيسر على المتكلف ان يقول : ان التناقض جاء من خلل الأناجيل الرائجة وبما ذكرناه تعرف مواقع الوهن في كلامه «يه ١ ج ص ٢٢٢».
«يوحنا ومعرفته برسالة المسيح» واعطف على ذلك اضطرابها بل تناقضها في معرفة يوحنا المعمدان برسالة المسيح وجليل شأنه من حين نزول الروح القدس عليه بل قبل ذلك وان يوحنا كان يعمد الناس بمعمودية التوبة وقبل ما يتبع المسيح واحد من تلاميذه أشار الى شخص المسيح وقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي قد صار قدامي ، اني قد رأيت روح الرب نازلا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وأنا لم أكن اعرفه لكن الذي ارسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس وأنا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله ومن اجل شهادة يوحنا هذه صار اثنان من تلاميذه تلاميذ للمسيح ودعا احدهما أخاه بطرس فتلمذ عليه ، ثم دعا المسيح فيلبس ونثنائيل فحصل له بعض التلاميذ ، وحينئذ لم تكن صدرت منه آية بل بعد ذلك صدرت منه بداءة الآيات التي صنعها في مجلس العرس في قانا الجليل «انظر يو ١ : ٢٩ ـ ٢ : ١٢».
وان يوحنا قبل ان يلقى في السجن صرح لتلاميذه بما حاصله ان ذات يسوع الذي شهد له هو المسيح الآتي بما له من الصفات وان الأب قد دفع كل شيء في يده والذي لا يؤمن به لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله «يو ٣ : ٢٢ ـ ٣٦».
فأنظر وقل كيف يجتمع هذا كله مع ما في حادي عشر متى ٢.