أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه ٣ وقال له : انت هو الآتي أم ننتظر آخر ٤ فأجاب يسوع وقال لهما : اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران ٥ العمى يبصرون ـ وطوبى لمن لا يعثر فيّ.
وفي سابع لوقا بعد ان ذكر بعض المعجزات واحياء ابن الأرملة في نايين قال ١٨ فأخبر يوحنا تلاميذه بهذا كله ١٩ فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وأرسل الى يسوع قائلا أنت هو الآتي أم ننتظر آخر إلى آخر ما تقدم.
قال المتكلف «يه ٤ ج ص ٢٥٠» ان مقصود يوحنا من إرسال التلميذين هو لكي ينظرا بأعينهما أعمال المسيح ويؤمنا به.
قلت : طريق ذلك في الهدى والارشاد ان يقول لهما يسوع هو المسيح الموعود به فاني نبي اخبركم بذلك عن الله وقد رأيت روح الله قد استقر عليه وعرفتم أنتم دعوته ومعجزاته فآمنوا به ولكي يزداد إيمانكم وتطمئن قلوبكم فاذهبوا وعاينوا معجزاته الباهرات.
وأما الكلام الذي ذكرناه عن متى ولوقا فهو أجنبي بسوقه ولفظه وشواهده عما يزعمه المتكلف.
كيف وصريح لوقا ان التلاميذ هم الذين اخبروا مرشدهم يوحنا بمعجزات المسيح ولا يصح ان يكون تلاميذ يوحنا إلى حين دخوله في السجن لم يكونوا من المؤمنين بالمسيح ، كيف وقد كان يوحنا يلهج وينادي بالبشارة بالمسيح قبل ان يعتمد المسيح منه ويحل عليه روح القدس أفيترك تلميذيه الى حين دخوله في السجن وهما لم يؤمنا بالمسيح حق الايمان.
وأيضا ان كان ارساله التلميذين لأجل ما يزعمه المتكلف فهو الواجب على النبي المرشد ان يقول لهما : ما يسددهما ويهديهما الى الايمان إذا شاهد المعجزات ، أم يجعل أمامهما عثرة الكلام المنبئ عن شكه في ان يسوع هو المسيح الآتي ويغرس في اذهانهما انتظار آخر غيره.
وأيضا لما ذا يقول لهما المسيح اذهبا واخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران ويعدد معجزاته ويبين دعوته بقوله والمساكين يبشرون ، بل اللازم بمقتضى زعم