الاول لا من النسخ ، فانا سنوضح بعون الله ان ما كان بيانه بعد العمل بالعام فهو من الناسخ لا من المخصص ، وقد بقي الحكم الأول على عمومه اربعين سنة تقريبا وكلها وقت العمل ، فإن بني اسرائيل كانوا مئات الألوف وقد كثر فيهم الموت ، وبالضرورة يتفق عندهم في كل سنة كثير من موارد الحكم العام بأنواعها.
٨ ـ التوراة وداود وعمر اللاويين
جاء في شريعة التوراة مرة ان اللاوي الذي يوظف لخدمة المسكن وخيمة الاجتماع يكون من ابن ثلاثين سنة إلى خمسين كما في رابع العدد من النسخة العبرانية وتراجمها ، وجاء مرة اخرى انه يكون من ابن خمس وعشرين سنة «عد ٨ : ٢٤ و ٢٥» وحيث انا لم نتحقق من التوراة العبرانية ان أي الحكمين كان متقدما ولم يظهر لنا ان رفع الأول منهما كان بعد العمل به او قبله فلم نجزم هاهنا بأن احدهما ناسخ للآخر ، خصوصا وقد خالفتها الترجمة السبعينية فانها ذكرت الخمس وعشرين سنة في المقامين فلا اختلاف ، وعلى كل حال فلا بد من استمرار العمل على الخمس وعشرين سنة أو الثلاثين إلى أن نسخة داود النبي وجعل الموظف من اللاويين لخدمة المسكن ، وخيمة الاجتماع يكون من ابن عشرين سنة فما فوق ، ففي الثالث والعشرين من الأيام الاول ٢٤ هؤلاء بنو لاوي حسب بيوت آبائهم رءوس الآباء حسب احصائهم في عدد الأسماء حسب رءوسهم عاملوا العمل لخدمة بيت الرب من ابن عشرين سنة فما فوق ٢٥ لأن داود قال قد أراح الرب إله اسرائيل شعبه فسكن في اورشليم الى الأبد ٢٦ وليس للاويين بعد ان يحملوا المسكن وكل آنية لخدمته ٢٧ لأنه حسب كلام داود الأخير عد بنو لاي من ابن عشرين سنة فما فوق.
ولست ادري ما ذا يقول المتكلف هاهنا؟ أيقول ان الله جل شأنه وضع الحكم الأول محدودا في سابق علمه بمصلحته الموقتة ، ثم لما تجددت حال اخرى ومصلحة اخرى أعلن الله لنبيه داود ما يناسبها من الحكم كما ذكر في كلام داود ثم ليقل مع ذلك وعلى كل حال فلا ناسخ ولا منسوخ كما لهج به ، أم يقول ان هذا تصرف من داود بالشريعة بغير حق وقد أخطأ فيه كما أخطأ في شأن اوريا