المقدمة الأولى
لما كان من مباحثتي لهم الاحتجاج عليهم جدلا وإلزاما بما في العهدين المنسوبين إلى الإلهام والوحي الإلهي عند عموم النصارى وخصوص البروتستانت الذين منهم هؤلاء فلا بأس بذكر تفصيل كتبهما ، والإشارة الى الرموز المصطلح عليها لأسمائها فالأول من العهدين هو المسمى بالعهد القديم وهو عبارة عن تسعة وثلاثين سفرا خمسة منها منسوبة لنبي الله موسى عليهالسلام تسمى بالتوراة ، والأسفار الباقية منسوبة إلى الوحي إلى من بعد موسى من الأنبياء إلى ما قبل زمان المسيح عليهالسلام بنحو ثلاثمائة وسبع وتسعين سنة وقد يسمى جميع العهد القديم بالتوراة ، واللسان الأصلي له إلى ما قبل سبي بابل هو اللسان العبراني. ومن سبى بابل صار الأصل لبعضها هو اللسان الكلداني وهو لسان بابل.
ثم ترجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية بعناية سبعين أو اثنين وسبعين من علماء اليهود لمائتين واثنتين وثمانين سنة أو وخمس وثمانين أو وست وثمانين قبل المسيح على إختلاف الرواية في تاريخ الترجمة وأسبابها. قيل : وتمت في اثنين وسبعين يوما وسميت بالترجمة السبعينية ، ومقتضى النقل انها كانت معتبرة غاية الاعتبار فيما بين اليهود وقدماء المسيحيين ، وان مصنفي العهد الجديد ما نقلوا الفقرات الكثيرة إلا عنها ، وان المسيح كان يخاطبهم عن الشريعة والأنبياء من هذه الترجمة. وكذا استفانوس في خطابه لليهود. وكذا الذين تشتتوا في