الشعب أو لعلي ولدته حتى تقول احمله في حضنك (١٥) فإن كنت تفعل بي هذا فاقتلني قتلا.
ولما وعده الله بقول التوراة عند ذلك ان يخفف عنه ثقل بني اسرائيل ويطعمهم اللحم شهرا من الزمان (٢١) فقال موسى ستمائة الف هو الشعب الذي أنا في وسطه ، وأنت قلت اعطيهم لحما ليأكلوا شهرا من الزمان (٢٢) أيذبح غنم وبقر ليكفيهم أم يجمع لهم كل سمك البحر ليكفيهم (٢٣) فقال الرب لموسى هل تقصر يد الرب الآن ترى يوافيك كلامي أم لا انتهى.
فانظر يا ذا المعرفة واللسان ولحن المحاورات ومواقع الأدب والجرأة والطلب والشك والتهكم والسخرية وسوء الأدب في الكلام ، والتفت الى مواقع هذا الكلام المنسوب لموسى مع الله وحاشاه.
وانظر أين الأقوال الأخيرة من قول الله في القرآن الكريم : (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
أفقول ابراهيم هذا مع اعترافه بالايمان وطلبه لاطمئنان قلبه بانضمام الحس الى العقل يكون شكا في قدرة الله ، أم هذا القول المنسوب صدوره لموسى بعد ما رأى من آيات الله العظيمة في مصر وبعد خروجهم منها ما رأى سيما وقد رأى كيف أنزل الله عليهم المن في برية سين قبل ورودهم برية سينا حسب كفاية بني اسرائيل وزيادة «خر ١٦ : ١ ـ ٦» وبمقتضى التوراة ان هذا الكلام المنسوب لموسى كان في قبروت هتاوه إذ اشتهى بنو اسرائيل اللحم بعد أشهر من نزول المن «عد ١١ : ٤ ـ ٣٤».
ثم انظر أيها الفطن الى انه هل تليق هذه الأقوال والمخاطبات لله العظيم بوظائف الأنبياء المرسلين لأجل ردع الناس عن مثل هذه الجرأة على الله ، وتعريفهم عظمة الله وحكمته وقدرته وتعليمهم ان أوامره نعمة وتكاليفه لطف ونبوته عناية ورحمة ورسالته فضل منه وتحمل مشقاتها عبادة وجهاد في سبيله وان الذي يمحى من كتابه من الهالكين.
وذكرت التوراة عن قول الله في شأن موسى وهارون انهما لم يؤمنا بالله