قلنا له : لا تنفك صورة الكلام عن التناقض أيضا وان لم يكن هناك معنى مقصود.
٢ ـ «تناقض الكلام أيضا» ومن ذلك ما في تاسع عشر متى عن قول المسيح لما قال له بعض الناس ايها المعلم الصالح انكر عليه هذا القول ١٧ وقال لما ذا تدعونني صالحا ليس احد صالحا إلا واحد هو الله.
ومثله في مرقس «١٠ : ١٨» ولوقا «١٨ : ١٩» وهذا مناقض لما يحكى من قوله الإنسان الصالح «مت ١٢ : ٣٥ ولو ٦ : ٤٥» ، وقوله انا هو الراعي الصالح أما أنا فإني الراعي الصالح «يو ١٠ ، ١١ و ١٤».
والمتكلف «يه ٤ ج ص ٢٨٥» تكلم على قوله لما ذا تدعونني صالحا بما ينزه القلم عن شططه في التوحيد وصحة الكلام ، ويكفي في المناقضة ما يحكى من قوله الإنسان الصالح.
٣ ـ «تناقض الكلام أيضا» ومن ذلك ما في ثاني عشر متى عن قول المسيح ٣٠ من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق ، وكذا «لو ١١ ، ٢٣» وهذا ناقض لما يحكى عن قوله فيمن لم يتبع طريقته ، من ليس علينا فهو معنا «مر ٩ : ٤٠ ولو ٩ : ٥٠».
٤ ـ «تناقض التعاليم» فمن ذلك ما ذكر في متى عن قول المسيح ما حاصله انه لا حسن في صوم تلاميذه ما دام موجودا معهم ، ولا فائدة في صومهم بل لا محل له وهو كنوح بني العرس مع وجود العريس بينهم وكجعل رقعة جديدة على ثوب عتيق يصير الخرق بها أردأ ، وكجعل الخمر الجديدة في زقاق عتيقة تنشق بها الزقاق وتتلف وتنصب الخمر «مت ٩ : ١٤ ـ ١٨ ومر ٢ : ١٨ ـ ٢٣ ولو ٥ : ٢٣ ـ ٣٨».
فإن هذا مناقض لما حكي عن المسيح في خطابه لتلاميذه بما حاصله ان الصوم من أركان الإيمان وان بعض الكرامات والمراتب العالية لا تنال إلا به وبالصلاة ، وان بعض الشياطين لا تخرج إلا بالصوم والصلاة ، ولذا لم يقدر التلاميذ على إخراج ذلك الشيطان. «انظر مت ١٧ : ١٤ ـ ٢٢ ومر ٩ : ١٤ ـ ٣٠».