موسى إلى شطر من ايام الرسل اما ان تقول فيه ان وجوبه مختص بذرية ابراهيم وان شريعة التوراة لا تعم غير بني اسرائيل ، ونسامحك عما في هذه الدعوى من مخالفة العهدين ، واما ان تقول بأن شريعته عامة لكل الناس وانه علامة عهد الايمان بين الله وبين المؤمنين.
وعلى كل تقدير فقل هل هو إلى الآن واجب على نحو وجوبه الأول. وان الرسل لم يتعرضوا لرفع وجوبه بوجه من الوجوه وغاية ما بينوا انه لا يخلص بدون الايمان ، او تقول انه الآن ومن زمان مشورة الرسل في شأنه غير واجب بوجوب شريعته السابقة بل رفع ثقله لأنه كان رمزا إلى المعمودية والمعمودية تشير إلى الغسل بدم المسيح ، وقد انقضى زمان الرمز وجاء زمان الخلاص المرموز إليه. أجب بأحد الأمرين ثم اعرف اين تقول فلا ناسخ ولا منسوخ.
عبد المسيح الكندي
ومن الظرائف المؤنسة انه قد ظهرت في القرون المتأخرة رسالة نصرانية تنسب لعبد المسيح الكندي وانه كان في زمان بني العباس ومن جملة ما فيها قوله ان الله جل اسمه لما كان مزمعا أن يدخل بني اسرائيل الذين هم ولد ابراهيم الى ارض مصر ولم يزل عالما ان الشره سوف يحملهم على ارتكاب الفواحش التي حرمها عليهم ونجس اهلها جعل هذا سببا لمن اراد ارتكاب الفاحشة من امرأة مصرية نظرت الى هذه العلامة التي في جسده وهي الختان فامتنعت ولم تواته فوسمهم الله بهذه السمة لهذه العلة.
أقول : وغرضه من هذا الكلام هو ان يعتذر عن تركهم للختان بمجرد المشورة في رفعه مصانعة للأمم مع انه عهد الله الذي يحفظ في الأجيال. وعلامة العهد بينه وبين المؤمنين ، والذي لا يختتن يقطع من شعبه لأنه نكث عهد الله «تك ١٧ : ٩ ـ ١٥».
وشريعة موسى وشرط في عمل الفصح والأكل منه كما اشرنا إليه ، ولكن هذا الرجل لو لم يعتذر لكان خيرا لأدبه مع أنبياء العهدين ولاعتذاره مثل مشهور في الشعر فإنه حاول ان يتخلص من اللوم بكذبة ينسب فيها انبياء العهدين الى