وأيضا ما هو للرئيس وما عليه وعليك تعداد ما فيه من النسخ
لم يجيء في التوراة شريعة التقدمة للرئيس على اسرائيل ولم تجعل عليه بإزاء ذلك المحرقات وتقدماتها وسكيبها في الأعياد والشهور والسبوت والمواسم بل ذكرت التوراة ان هارون يأخذ من جماعة بني اسرائيل تيسين لذبيحة خطيئة وكبشا لمحرقة «لا ١٦ : ٥» وان القرابين وذبائح السلامة وذبائح الكفارة وذبائح الخطيئة والإثم ، وسائر التقدمات يقدمها بنو اسرائيل بأنفسهم «انظر سفر اللاويين من اوله الى السادس منه». وكان حق الكهنة على اسرائيل الساعد والكرش من الذبائح والباكورات «تث ١٨ : ٣ و ٤» وقرابينهم وتقدماتهم ، وذبائح خطاياهم ، وذبائح آثامهم ، والابكار ، والباكورات وحق بني لاوي على اسرائيل هي العشور «عد ١٨ : ٨ ـ ٢٢». وقد جاء في حزقيال ضد هذه الشرائع فجعل على بني اسرائيل تقدمة للرئيس سدس الايفة من حومر الحنطة والشعير اي سدس العشر من الحومر وبث من الزيت اي عشر الكر ، وشاة واحدة من مائتين. وجعل على الرئيس بإزاء ذلك المحرقات وتقدماتها وسكيبها في الأعياد ، والشهور والسبوت كل مواسم بيت اسرائيل ، وهو يعمل ذبيحة الخطيئة والتقدمة والمحرقة وذبائح السلامة للكفارة عن بيت اسرائيل «حز ٤٥ : ١٧».
وعلى هذا فإن كان ما ذكرناه عن حزقيال صادرا عن وحي إلهي كما نسبه إلى قول السيد الرب فلا محيص فيه عن القول بالنسخ في هذه الشرائع المختلفة المتباينة ، او يقال بأنه من التشويش وتلاعب الأيام الطارئ على العهد القديم كما بنى عليه إظهار الحق كلامه.
ولكن المتكلف لا يرضى بشيء من ذلك ويقول النسخ مناف لحكمة الله وعلمه «يه ٤ ج ص ١٥٥» وكتاب الله منزه عن الناسخ والمنسوخ «يه ٤ ج ص ١٨٤» ، ويقول «يه ١ ج ص ٩١ و ١٧٧» ما حاصله انه لما كان حزقيال مع بني اسرائيل في سبي بابل ذكر لهم الهيكل والفرائض المقدسة ليؤكد لهم ان المولى سيعيدهم إلى وطنهم وتشويقا لهم الى تلك الأوقات السعيدة.
وثانيا : ان عبارته نبوية استعارية يشير بها إلى امجاد المسيح فاطلق الهيكل