والخصوص وما هو إلا النسخ رضي المتكلف او ابى.
«الوجه الثالث» : النسخ ولا أقل من لزومه في حكم الطيور ، وهو كاف في المطلوب.
ثم نقول مداعبة للمتكلف «أفق» فإن الأمر الأول والأمر الثاني في الداخل الى الفلك كانا في زمان نوح قبل الطوفان فكان عليك ان تبين الزمان الفاصل بين مجملهما ومفصلهما كما تزعم هل كان يوما او سنة او عشرا ، ولم يكن صدور الأمرين بكتابة التوراة ليكون ورود التفصيل بعد الاجمال بسطرين.
ولقد أطلنا الكلام حرصا على إيضاح الحقائق والتنبيه على مواقع الخبط لا على المثال فإن فيما ذكرنا كفاية.
٢ ـ امتحان الله لابراهيم
في الثاني والعشرين من التكوين ١ وحدث بعد هذه الامور ان الله امتحن ابراهيم فقال له : يا ابراهيم فقال ها أنا ذا ٢ فقال خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحاق واذهب الى ارض المرايا واصعده هناك محرقة على احد الجبال الذي اقول لك ، ومعنى المحرقة ان يذبحه ويحرقه قربانا لله كما يدل عليه باقي الكلام إلى ان قال ٩ فلما أتيا الموضع الذي قال له الله بنى هناك ابراهيم المذبح ورتب الحطب وربط اسحاق ابنه ووضعه على المذبح فوق الحطب ١٠ ثم مد ابراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه ١١ فناداه ملاك الرب من السماء وقال ابراهيم ابراهيم فقال ها انا ذا ١٢ فقال لا تمد يدك الى الغلام ولا تفعل به شيئا فرفع ما تقدم من الأمر بالذبح والاحراق بإصعاد اسحاق محرقة. وقد صرح إظهار الحق بأن هذا المثال من النسخ قبل العمل الكاشف عن كون الأمر الأول امتحانيا.
ومن الظرائف ان المتكلف توهم ان مراد إظهار الحق كون النسخ هاهنا في ذات نقل التوراة لقصة ابراهيم هذه فأخذ ينكر عليه بعد فضول من الكلام «يه ٤ ج ص ١٨٥ و ١٨٦» ويعترض عليه بقوله في اوائل بحث النسخ بأن النسخ لا يطرأ على القصص.
أقول : وان لسان الحال من إظهار الحق ليقول للمتكلف يا أيها الرجل