وقال الله تعالى في سورة ص أيضا ٣٣ (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ ٣٤ قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ..).
فقال المتكلف «يه ١ ج ص ٤٥» ان هذه العبارات دالة بصراحة اللفظ على وقوعه أي سليمان في الخطيئة.
أقول : ان من معاني الفتنة هو الامتحان والابتلاء وقد اقتضت الحكمة ابتلاء سليمان فألقى على كرسيه جسدا فشغله ذلك عن تسابيحه المندوبة ووظائفه المعتادة ولم يفعل بذلك ذنبا ولو تركها عمدا وابتداء ولكن اجتهاد الأنبياء في العبادة يأبى ذلك بل يعدونه من الخسران وأسباب عدم الترقي بالطاعة إلى المراتب السامية ، فساء سليمان ذلك وأناب إلى ربه واستغفره لتقصيره عن وظيفته الذي يعده الصديقون من الزلل ونقصان الربح فغفر الله له ، ولعل ما ناله بالإنابة إلى الله أفضل مما فاته.
ومما ينبغي الاعتبار به ان المتكلف تقول على القرآن وهذه الآيات.
فقال «يه ١ ج ص ٤٣» غير متحرج حتى من انتقاد الناس ، انه ورد في القرآن ان سليمان سمح بعبادة الأصنام في بيته.
وتشبث لكل ما ادعاه هاهنا كعادته بأخبار بعض القصاص «انظر الى يه ١ ج ص ٤٤ و ٤٥» وانه ليعلم ان جمهور المسلمين والجامعة الإسلامية لا يحتفلون بها ، وانه لحق أن يقال له ما ذا تصنع؟ أو ما سمعت المثل ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر.
فإن في الحادي عشر من الملوك الاول ٤ وكان في زمان شيخوخة سليمان ان نساءه أملن قلبه وراء آلهة اخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الرب إلهه كقلب داود أبيه ٥ فذهب سليمان وراء عشتاروت آلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين ٦ وعمل سليمان الشر في عيني الرب ولم يتبع الرب تماما كداود أبيه ٧ حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيّين على الجبل الذي تجاه اورشليم ولمولك رجس بني عمون وانظر الى «٢ مل ٢٣ مل: ١٣».