المقدمة الرابعة
فيما ذكر في العهدين من الحالات الغريبة التي تعرض للأنبياء عند الوحي إليهم ، وتجلى الله وظهور جلاله لهم.
ففي التوراة ان ابراهيم لما اوحى إليه في شأن نسله وغربتهم وقع عليه عند مغيب الشمس سبات ورعبة مظلمة «تك ١٥ : ١٢ ـ ١٥».
وان يعقوب لما رأى في الحلم السلم والملائكة ، وخاطبه الرب واستيقظ خاف وقال : ما أرهب هذا المكان «تك ٢٨ : ١٢ ـ ١٨».
وأما موسى فانه وان لم تذكر التوراة في شأنه شيئا عند ظهور الله له في حوريب في عليقة النار في أول تكليمه الا كونه غطى وجهه لأنه خاف أن ينظر الى الله «خر ٣ : ١ ـ ٦» ، وكذا في جبل سيناء «خر ١٩».
لكن استفانوس الذي وصف بأنه مملوء من الايمان والروح القدس والقوة بحيث كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب «١ ع ٦ : ٥ ـ ٨».
قد ذكر ان موسى ارتعد ولم يجسر أن يتطلع عند ما ظهر له ملاك الرب في نار العليقة «١ ع ٧ : ٣٠ ـ ٣٣».
وبولس الرسول العظيم عند النصارى ذكر في شأن ظهور جلال الله على جبل سيناء حين ارتجف الجبل ، ان المنظر كان مخيفا حتى قال موسى : أنا