وهذا الغرض يحصل مع تقدمه على طلب المدعوين فإنه قد تقتضي الحكمة تقدمه تعظيما لشأن الرسول وبيانا لكرامته على الله.
وفي ثاني يوحنا في حديث قلب المسيح للماء بمعجزة خمرا ١١ هذه بداءة الآيات التي فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه ، ولم تكن بطلب المدعوين لأجل التصديق وإنما كانت بطلب أمه.
ولا يسمحان بأن نقترح على المعجز أن يصدر عند كل طلب واقتراح فان الطالب للحق بصدق النية يكفيه العلم بالمعجز الأول كما قدمنا ، وأما المتمرد المستهزئ فانه لا فائدة في صدور المعجز ، ثانيا إجابة لاقتراحه وتشهيه ولا غاية إلا جعل آيات الله عرضة للمستهزءين وهذا خلاف الحكمة في المعجز.
ففي سادس عشر متى عن قول المسيح لما جاءه الفريسيون والصدوقيون فسألوه أن يريهم آية من السماء ٤ جيل شرير فاسق يلتمس آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي «وانظر مر ٨ : ١١ و ١٢ ولو ١١ : ١١ و ٢٩».
ولا يسمحان بأن نقترح على الرسول أن يكون قادرا مختارا على فعل الآيات والمعجزات متى شاء ومتى طلبت منه لأنه إنسان لا يقدر بطبيعته إلا على ما يقدر عليه سائر البشر.
وأما أمر الآيات فبيد الله يجريها على ما تقتضيه حكمته البالغة.
وفي خامس يوحنا ١٩ فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا ٣٠ أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا.
وفي سادس مرقس في شأن المسيح في وطنه ٥ ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة.
المعجز ما هو؟
فالمعجز هو ما يظهره الله على يد رسوله من الفعل الخارق للعادة بحيث يعجز عنه سائر البشر بما عندهم من دقائق الفلسفة والحذاقة في الصناعة والمهارة في الفنون وبذلك يعرف أن الله هو الذي أظهره بقدرته الباهرة على يد الرسول