«وثانيا» ان المتكلف لا يتحاشى في هذا الحال عن أن يقول نعم ان ايليا اخطأ هاهنا وتحمل إثم العبادة الشركية وفعل خلاف الأفضل دلالة على ضعف الطبيعة البشرية كهارون وسليمان وغيرهما من الأنبياء.
وأما قوله تعالى في شأن موسى في سورة الاعراف ١٤٩ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) فلم يعين القرآن ان أخذ موسى رأس أخيه وجره إليه كان على وجه الإهانة والإذلال في التعزير بحسب متعارف ذلك الوقت في بني اسرائيل ، بل يجوز أن يكون بحسب المتعارف من أحوال بني اسرائيل من أهون أوضاع العتاب فإن العهدين ليوضحان بنقلهما لسير بني اسرائيل انهم كان عندهم تمزيق الثياب عند الغضب والتألم بمنزلة الحولقة والتمرغ على الأرض بمنزلة الاسترجاع «انظر أقلا الى السقوط على الأرض وتمزيق الثياب من أنبيائهم وملوكهم الذين هم أولى بالوقار والتحمل «تك ٣٧ : ٢٩ و ٣٤ وعد ١٤ : ٥ و ٦ و ١٦ : ٤ و ٢٢ و ٤٥ و ٢٠ : ٦ ويش ٧ : ٦ و ٢ صم ١ : ١١ و ٣ : ٣١ و ١٣ : ٣١ و ٢ مل ٢ : ١٢ و ٥ : ٧ و ١٩ : ١ و ٢٢ : ١١ وخر ١١ : ١ ومت ٢٦ : ٦٥».
وقد كان موسى حينئذ حريا بالغضب لله إذ شاهد ذلك الأمر العظيم من قومه ، وان المتكلف «يه ٢ ج ص ٥٦ س ٤» جعل ما ذكره القرآن من فعل موسى مع هارون من فعل السفهاء.
وانظر أنت الى ما نذكره في هذا الفصل مما نسبته التوراة الرائجة لموسى في خطابه مع الله وقل انه كخطاب من يكون ، وفي خامس الخروج (٢٢) فرجع الى الرب وقال : يا سيدي لما ذا اسأت الى هذا الشعب لما ذا أرسلتني؟.
وفي الثاني والثلاثين إذ عبد بنو اسرائيل العجل نسب الى موسى انه قال لله (٣٢) والآن ان غفرت خطيئتهم وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت.
وفي حادي عشر العدد (١١) فقال موسى للرب لما ذا اسأت الى عبدك؟ حتى انك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي (١٢) لعلي حبلت بجميع هذا