اليوم حينما أشربه معكم جديدا في ملكوت أبي «مت ٢٦ : ٢٩ ومر ١٤ : ٢٥ ولو ٣٢: ١٨» حيث عبر عن الخمر في هذا الكلام بعد أن شربها تعبير الشريب المغرم بها المودع لها المتألم على فراقها.
وأيضا ما معنى المنقول عن الرسل من حصرهم اللازم على الامم باجتناب ما ذبح للأصنام والدم والمخنوق والزنا «اع ١٥ : ٢٩».
وان اقترحت فوق هذا من صراحة العهدين ففي ثاني عشر التثنية (١٧) لا يحل لك أن تأكل في أبوابك عشر حنطتك وخمرك وزيتك ـ (١٨) بل امام الرب إلهك تأكلها في المكان الذي يختاره الرب.
وفي رابع عشر التثنية (٢٣) وتأكل امام الرب إلهك في المكان الذي يختاره ليحل اسمه في عشر حنطتك وخمرك وزيتك (٢٤) ، ولكن اذا طال عليك الطريق حتى لا تقدر أن تحمله ـ (٢٥) فبعه بفضة وصر الفضة في يدك واذهب الى المكان الذي يختاره الرب إلهك (٢٦) وانفق الفضة في كل ما تشتهي نفسك من البقر والغنم والخمر والمسكر وكل ما تطلب منك نفسك ، وكل هناك امام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك.
حتى جرى اليهود بعد رجوعهم من سبي بابل على تقديم رفائع الخمر ، وعشر الخمر الى بيت المقدس حسب الشريعة «انظر نح ١٠ : ٣٧ و ٣٩ و ١٣ : ١٢».
فإن قلت لا أكتفي بهذه الصراحة حتى يحضر الاله في مجلس الشرب ويسقي الناس الخمر بمجلس أنبيائه ورسله.
قلت : ان مزاعمك تقتضي وقوع ذلك فإن الذي زعمت في مقدمة الجزء الأول من كتابك وغيرها أنه الاله الذي توشح الطبيعة البشرية ليرفع قدرها قد ذكر الكتاب الذي تحامى عن الخدشة في الهاميته انه قد جلس في قانا الجليل في مجلس الشرب والسكر هو وعدة من رسله وسقى الناس زيادة على خمرهم اذ عمل لهم بمعجزة ستة أجران من الخمر .... اللهم اني أعوذ بقدسك وجلال وجهك من التعرض لمثل هذا لغير الجدل الذي تدعو إليه ضرورة الوقت ،