إلى طول ممل وغايته انهما وجدا في أنفسهما بعض القدرة على تلفيق بعض الألفاظ فتكلما حسب ما تنضح به آنيتهما من دون نظر إلى العاقبة. وأقل ما فيه انهما فتحا به بابا قبيحا ولم يشعرا بأن خصمهم ممن لم يلقنه دين الإسلام طهارة المسيح وبراءته من بوادر العهد الجديد ليقول ويقول إذا رأى ما في سابع لوقا في شأن المسيح ٣٧ وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ٣٨ ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسح بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب ، ولا سيما إذا سمع اعتراض الفريسي والجواب المحكي عن المسيح فإنه لينمق من ذلك رومانا عشقيا ، ومقامة وجدية وصالية يوشيها من مرامي ألفاظ القصة ورموز شواهدها بمغازلات صبابتية ، ومطارحات شوقية ودادية ، واشارات غرامية ، لم يقف العرجي وابن أبي ربيعة موقفها ولم يحظ امرئ القيس بمثلها ، ولم يبح القيسان ببثها ، ولم يصل نشيد الانشاد الى رموز محاوراتها ، ولود أن يكون قسا إذ فتح إنجيل لوقا للسيدات باب هذه التوبة. فأين تذهب الاحلام وتشذ العقول؟
ثم انظر «يه ٣ ج ص ٤٨» تجد العجب من الإصرار على الغي. فإن سألت عن معنى الآية الشريفة فحاصلها. وإذ تقول يا رسول الله للذي أنعم الله عليه بالخلق السوي والإسلام وسائر النعم العظام ، وأنعمت عليه بالبر والعتق أمسك عليك زوجك واتق الله في شكواك منها أو بحسن معاشرتك لها عند إمساكك إياها ولا يحملك كلامها معك على أن تجور عليها زيادة على التأديب المشروع.
وتخفي في نفسك يا رسول الله ما الله مبديه ، فقد أعلمك أن زينب تكون من أزواجك ولا بد من أن يكون ذلك. وتخشى الناس أن يقولوا جريا على عوائد الجاهلية وضلالا وزورا ان رسول الله أخذ امرأة ابنه مع أن الناس لا ينبغي أن تخشاهم فانهم لا يضرونك بجهلهم ولا يحطون من شرف منزلتك بأغاليطهم ولا يضلون من سدده الله بالهدى. والله أحق أن تخشاه فانه هو المالك للنفع والضر وهو الذي يحق الحق بكلماته ويتصرف في عباده بقدرته