كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا» «يو ٥ : ٣١» لأنه حكى عن قول المسيح شهادته لنفسه وقوله أنا هو الشاهد لنفسي «يو ٨ : ١٨» ولا دليل من القرآن على ان رسول الله شك فيما انزل إليه ، كما تدل التوراة الرائجة على ان موسى وحاشاه شك في وعد الله وأجاب بالاستهزاء والسخرية كما ذكرناه في أواخر الفصل السابع في عصمة موسى فراجعه.
وأما النواهي الواردة في القرآن الكريم عن الشرك والامتراء والجهل والمظاهرة للكافرين ونحو ذلك فهي مثل ما تذكره التوراة من النواهي الواردة عن خطاب الله لموسى لا يكن لك آلهة اخرى امامي. لا تسجد لهن ولا تعبدهن لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا. لا تقتل ، لا تزن لا تسرق ، لا تشهد على قريبك شهادة زور ، لا تشته امرأة قريبك «خر ٢٠ : ٣ ـ ١٧» لا تضع يدك مع المنافق لتكون شاهد ظلم ، لا تتبع الكثيرين إلى فعل الشر «خر ٢٣ : ١ و ٢».
فإن كل من له فهم مبرأ عن رجاسة العصبية ورذيلة الغرور يعلم ان الخطاب بهذه النواهي لا يدل على أن المخاطب قد كان فعل الشيء المنهي عنه. بل يعرف انها إذا خوطب بها النبي فهي لتأسيس الشريعة وبيان تعاليمها للأمة وقد بقي للمتكلف ما هو من قبيل هذا مما يتشبث له بأخبار الآحاد المضطربة المردودة في الجامعة. وقد أخرنا التعرض لها إلى المحال المناسبة لذكرها على أن الناظر العارف يتضح له وجه بطلانها مما شرحناه هاهنا والله الموفق.
وان المتكلف قد غالطه وهمه بأن يدرك مقصوده في التمويه بالتشبث بأقوال بعض المفسرين ونحوها مما لا تقيم له الجامعة الإسلامية وزنا فقال : «يه ٣ ج ص ٥» الشيطان قرين محمد ، وتشبث بنقله عن بعض المفسرين قولهم : انه كان لرسول الله عدو من شياطين الجن كان يأتيه بصورة جبرائيل وانه يسمى الأبيض.
وليت شعري كيف ترى المتكلف يصول ويتحمس لو جاء في كتاب إلهامي عند المسلمين أو سيرة تسالموا عليها أن الشيطان تصرف برسول الله كما جاء في الاناجيل التي تسالم النصارى على إلهاميتها في شأن المسيح وحاشاه من أنه بعد أن