كونها نسيبة اليصابات واليصابات من بنات هارون.
نعم : لما اختلف متى ولوقا في نسب يوسف النجار وتحير في ذلك قدماء النصارى فر بعض المتأخرين الى محض المكابرة بدعوى ان لوقا نسب يوسف النجار إلى والد مريم وهو «هالي» وحروفه تشابه حروف «الي» وهو يشبه ان يكون مقتطعا من الياقيم فبخ بخ للدنيا في سعادتها بالتقدم بمثل هذه الأوهام وقد قدمنا قريبا ما فيها.
٩ ـ «التناقض أيضا بين التعليم والعمل» :
ذكر الإنجيل عن المسيح انه علم بمذمة الكذب وقال ان ابليس كذاب وأبو الكذاب «يو ٨ ـ ٤٤».
ويناقضه ما ذكره الإنجيل أيضا وقرف به قدس المسيح إذ نسب إليه ما هو كذب صريح حيث ذكر ان اخوة المسيح قالوا له اصعد إلى هذا العيد فأجابهم اصعدوا أنتم إلى هذا العيد أنا لست اصعد بعد الى هذا العيد لأن وقتي لم يكمل بعد ، ولما كان اخوته صعدوا حينئذ صعد هو إلى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء «يو ٧ ، ٨ ـ ١١» وهذه التناقضات المذكورة هي من اعظم الموانع من النبوة والرسالة.
«الامر الثامن» ان الاناجيل قرفت قدس المسيح بمنافيات العفة وما هو من اعمال الفساق المتهتكين وهو بالبداهة من موانع النبوة والرسالة وذلك كمجيء الامرأة الخاطئة الى المسيح وأنها وقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحها بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب ، وان المسيح كان راضيا مستحسنا لعملها هذا حتى ضرب الأمثال للفريسي الذي انكر ذلك وفضلها عليه بأنها غسلت رجليه بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها ولم تكف عن تقبيلهما منذ دخلت «انظر لو ٧ ، ٣٦ ـ ٤٧».
وكجلوس يوحنا ابن زبدى في حضن المسيح حتى إذا استشفع به بطرس وطلب منه ان يسأل المسيح عن السر اتكأ يوحنا على صدر المسيح وسأله وقد قدمنا هذا في الفصل الخامس عشر من المقدمة الثامنة وبينا بمقتضى الأناجيل ان