وقال أبو حاتم : كان غندر صدوقا مؤدّبا ، وفي حديث شعبة ثقة (١).
وقال : في غير حديث شعبة ، يكتب حديثه ولا يحتجّ به (٢).
وقال عبّاس ، عن ابن معين (٣) : كان غندر يجلس على رأس المنارة يفرّق زكاته.
فقيل له : لم تفعل هذا؟ قال : أرغّب الناس في إخراج الزّكاة.
واشترى سمكا وقال لأهله : أصلحوه ، ونام ، فأكل عياله السّمك ولطّخوا يده. فلمّا انتبه قال : هاتوا السّمك. قالوا : قد أكلت! قال : لا.
قالوا : فشمّ يدك. ففعل ثم قال : صدقتم ولكن ما شبعت (٤).
وقال الدّينوريّ : ثنا جعفر بن أبي عثمان : سمعت يحيى بن معين يقول : دخلنا على غندر فقال : لا أحدّثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السّوق ، فيراكم الناس فيكرموني.
قال : فمشينا خلفه إلى السّوق ، فجعل الناس يقولون : من هؤلاء يا أبا عبد الله؟
فيقول : هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عنّي (٥).
قال يحيى بن معين : والتفت يوما إليّ فقال : اعلم أنّي منذ خمسين سنة أصوم يوما وأفطر يوما (٦).
قلت : توفّي رحمهالله في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين ومائة في عشر الثمانين.
__________________
(١) في الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٢.
(٢) يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن هذه العبارة ليست في ترجمة (غندر) ، بل هي في ترجمة «محمد بن جعفر المدائني» الّذي روى عن شعبة ، وقد ذكره ابن أبي حاتم بعد ترجمة (غندر) مباشرة ، فظنّ المؤلّف رحمهالله ـ أن ما جاء في (المدائني) هو في (غندر) ، وليس هو كذلك. انظر : (الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٢ رقم ١٢٢٤).
(٣) في تاريخه ٢ / ٥٠٩ ، ومعرفة الرجال ١ / ١٦٣ ، ١٦٤ رقم ٩٠٨.
(٤) تاريخ ابن معين ٢ / ٥٠٩ وقد تقدّم نحوه.
(٥) تاريخ ابن معين ٢ / ٥٠٩.
(٦) تاريخ ابن معين ٢ / ٥٠٨.