إمام القرّاء أبو سعيد ، ويقال : أو عمرو ، ويقال : أبو القاسم.
أصله من القيروان ، وعداده في موالي آل الزّبير بن العوّام. ويقال له الرّاس.
وشيخه نافع هو الّذي لقّبه بورش لشدّة بياضه (١).
والورش : شيء يصنع من اللّبن (٢).
وقيل : بل لقبه ورشان ، باسم طائر معروف (٣). فكان يعجبه هذا اللّقب ويقول : استاذي نافع سمّاني به. ويفتخر بذلك.
وكان في حداثته رأسا في ما قيل ، ثم اشتغل وبرع في التلاوة ، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالدّيار المصرية.
وكان بصيرا بالعربية. وكان أبيض أشقر أزرق ، سمينا مربوعا ، يلبس ثيابا ، قصارا (٤).
مولده سنة عشر ومائة ، وكذا أرّخه الأهوازيّ. وكانت قراءته على نافع في سنة خمس وخمسين ومائة (٥).
قال أبو عمرو الدّانيّ : تلا على نافع ختمات كثيرة ، ثم رجع إلى مصر.
قلت : قرأ عليه : أبو يعقوب الأزرق ، وأحمد بن صالح ، وداود بن أبي طيبة ، وأبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقيّ ، ويونس بن عبد الأعلى ، وطائفة سواهم.
وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم من طريقه في غاية العلوّ : تلوت كتاب الله على سحنون الفقيه ، عن قراءته على ابن الصّفراويّ ، عن ابن عطيّة ، عن
__________________
(١) معجم الأدباء ١٢ / ١١٨.
(٢) معجم الأدباء ١٢ / ١١٨.
(٣) معجم الأدباء ١٢ / ١١٧.
(٤) معجم الأدباء ١٢ / ١١٧.
(٥) معجم الأدباء ١٢ / ١١٧.