وقال الخطيب (١) : لو لم يكن له غير وضعه كتاب «العقل» بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته من أنّه غير ثقة.
قلت : روى (ق.) (٢) ، عن ثقة ، عن داود : ثنا الربيع بن صبيح ، عن يزيد الرّقاشيّ ، عن أنس : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تنفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين ، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنّة عامود من ذهب وزمرّدة خضراء ، على ياقوتة حمراء ، لها سبعون ألف مصراع». الحديث (٣). وهو حديث موضوع (٤).
توفّي في جمادى الأولى سنة ستّ ومائتين (٥).
__________________
(١) في تاريخ بغداد ٨ / ٣٦٠.
(٢) رمز لابن ماجة.
(٣) أخرجه ابن ماجة في الجهاد (٢٧٨٠) وتتسّمته : لها سبعون ألف مصراع «من ذهب ، كل باب فيه زوجة من الحور العين».
(٤) قال المزّي : «هو حديث منكر لا يعرف إلّا من روايته داود بن المحبّر».
وقال الحافظ الذهبي ـ رحمهالله ـ «شان ابن ماجة سننه بإدخاله هذا الحديث الموضوع وفيها».
(ميزان الاعتدال ٢ / ٢٠).
(٥) أرّخه ابن حبّان في المجروحين ١ / ٢٩١ ، وابن عديّ في الكامل ٣ / ٩٦٥ ، والخطيب في تاريخ بغداد ٨ / ٣٦٢.
وقال البخاري : «منكر الحديث ، قال أحمد : شبه لا شيء لا يدري ما الحديث».
وقال الجوزجاني : «كان يروي عن كلّ ، وكان مضطرب الأمر».
وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير ، ونقل قول أحمد ، والبخاري فيه ، وقال : «حدّثنا محمد بن عيسى قال : حدّثنا عباس بن محمد ، قال : سمعت يحيى يقول : داود بن المحبّر ليس بكذاب ، ولكنه كان رجلا قد سمع الحديث بالبصرة ، ثم صار إلى عبّادان ، فصار مع الصوفية فعمل الخوص والأسل ، فنسي الحديث وجفاه ، ثم قدم بغداد فجاء أصحاب الحديث ، فجعل يخطئ في الحديث لأنه لم يجالس أصحاب الحديث ، ولكنه كان في نفسه ليس يكذب». (٢ / ٣٥).
وقال علي بن المديني : «ذهب حديثه».
وقال فضل الأعرج : سألت ابن معين عن داود بن المحبّر فقال : قد سمع إلا أنه لم يكن له بخت.
وسئل أبو حاتم عن داود بن المحبّر ورشدين بن سعد فقال : ما أقربهما. (الجرح والتعديل ٣ / ٤٢٤).
وقال ابن حبّان : «كان يضع الحديث على الثقات ويروي عن المجاهيل المقلوبات. كان أحمد بن حنبل ـ رحمهالله ـ يقول : هو كذّاب ، وهو الّذي روى عن همّام بن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كانت الدنيا همّه وسدمه لها يشخص ولها ينصب شتت الله عزوجل عليه ، وضيعته همّته وجعل الفقر بين عينيه ولم يأته منها إلّا ما كتب له ، =