في تاريخه (١) بالإجازة عن أحمد بن أبي بكر الأزجيّ ، أنا سعد الله بن نصر ، أنا أبو منصور الخيّاط ، أنا أحمد بن سرور المقرئ ، ثنا المعافي بن زكريّا ، ثنا محمد بن مخلد : حدّثني أحمد بن محمد بن عبد الرحيم صاحبنا : سمعنا أبا سعد بن زكريّا بن يحيى الطّائيّ قال : كان بمكّة شيخ من ولد سعيد بن عبد الملك بن مروان ، وكان يكنّى أبا صفوان. وكان شيخا جميلا حسن الخضاب ، فحدّثني سنة أربع ، أو في سنة خمس ومائتين. قال : لقد رأيتني ولي أربع بنات ، وما أملك قليلا ولا كثيرا ، فحضر الموسم وما عليّ إلّا أخلاق لي. فطرقتني جماعة من القرشيّين فقالوا : يا أبا صفوان ، إنّ أمير المؤمنين الرشيد كان اليوم ببطن مرّ ، وهو يصبحنا فهل لك أن تمضي فتلقاه بفخّ أو على العقبة فتسأله. فمضيت معهم.
فتلقّيناه حين صلّى الفجر ، فكلّمناه وقلنا له : يا أمير المؤمنين ناس من قومك جعنا وعرينا ، فإن رأيت ، أن تنظر لنا.
فترك القوم ورماني ببصره.
وقال : أنت ممّن؟
قلت : من بني عبد مناف.
قال : من أيّهم؟
قلت : نشدتك الله والرّحم ألا تكشفني عن أكثر من هذا.
قال : ويلك ، من أيّ بني عبد مناف؟
فلمّا رأيت غضبه قلت : يا أمير المؤمنين رجلا من بني أميّة.
قال : من أيّ بني أميّة؟
قلت : من ولد مروان.
قال : من أيّ ولد مروان؟
قلت : من ولد عبد الملك.
فرأيت والله الغضب يتردّد في وجهه ، قال : ومن أيّ ولد عبد الملك؟
__________________
(١) الرواية التي يذكرها المؤلّف هنا ليست في تاريخ البخاري.