رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ...
____________________________________
والسلام : أقضاكم عليّ (١) (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) وفضائلهم في كتب الحديث مسطورة وشمائلهم على ألسنة العلماء مشهورة ، وقد بيّنّا طرفا منها في المرقاة شرح المشكاة وأولى ما يستدل به على أفضلية الصدّيق في مقام التحقيق نصبه عليه الصلاة والسلام لإمامة الأنام مدة مرضه في الليالي والأيام ولذا قال : أكابر الصحابة رضيه صلىاللهعليهوسلم لديننا أفلا نرضاه لدنيانا ، ثم إجماع جمهورهم على نصبه للخلافة ومتابعة غيرهم أيضا في آخر أمرهم ففي الخلاصة (٢) رجلان في الفقه والصلاح سواء إلا أن أحدهما أقرأ فقدّم أهل المسجد الآخر فقد أساءوا وكذا لو قلّد القضاء رجلا وهو من أهله وغيره أفضل منه. انتهى.
وتفضيل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما متّفق عليه بين أهل السّنّة ، وهذا الترتيب بين عثمان وعلي رضي الله عنهما هو ما عليه أكثر أهل السّنّة ، خلافا لما روي عن بعض أهل الكوفة والبصرة من عكس القضية.
ثم اعلم أن جميع الروافض وأكثر المعتزلة يفضّلون عليّا على أبي بكر رضي الله عنه ، وروي عن أبي حنيفة رضي الله عنه تفضيل عليّ على عثمان رضي الله عنه ، والصحيح ما عليه جمهور أهل السّنّة وهو الظاهر من قول أبي حنيفة رضي الله عنه على ما رتبه هنا وفق مراتب الخلافة.
وفي شرح العقائد على هذا الترتيب وجدنا السلف ، والظاهر أنه لو لم يكن لهم
__________________
ـ وأخرجه من حديث جابر بن عبد الله الحاكم ٣ / ١٢٧ ، والديلمي في الفردوس ١٠٦.
وفيه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني. قال الذهبي في التلخيص : العجب من الحاكم وجرأته في تصحيحه هذا وأمثاله من البواطيل وأحمد هذا دجال كذاب. ا. ه. وتمامه : «فمن أراد العلم فليأت الباب». وأخرجه الترمذي ٣٧٢٣ من حديث علي بلفظ : أنا دار الحكمة وعلي بابها. وقال : هذا حديث غريب منكر. وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك. والخلاصة : هذا حديث موضوع مهما تعدّدت طرقه.
(١) هو بعض حديث أخرجه أبو يعلى ٥٧٦٣ من حديث ابن عمر بإسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن البيلماني.
(٢) الخلاصة : هي خلاصة الدلائل في تنقيح المسائل للشيخ علي بن أحمد الرازي شرح فيه كتاب القدوري ، وهو شرح مختصر مفيد ، توفي سنة ٥٩٨ ه.