____________________________________
المرجئة الصرفة على فناء أهل النار ففيه أن الحديث على تقدير صحته لا يعارض النصوص القاطعة مع أنه مؤوّل بأن المراد بجهنم طبقة من طبقاتها المختصّة بعصاة المؤمنين فإنهم إذا خرجوا منها وذهبوا إلى الجنة تبقى صحراء ليس أحد فيها.
__________________
ـ عن أبي نضرة ، عن جابر أو أبي سعيد (يعني الخدري) أو عن رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) ، قال : وسمعت أبا مجلز يقول : هو جزاؤه فإن شاء الله تجاوز عن عذابه.
وهو وإن كان صحيح الإسناد محمول على الموحدين ، فقد أورده ابن جرير بعد أن نقل قول من قال في تأويل معنى الاستثناء في قوله تعالى : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) إنه في أهل التوحيد ، وقالوا معنى قوله : (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) إلا أن يشاء ربك أن يتجاوز عنهم ، فلا يدخلهم النار ، ووجّهوا الاستثناء إلى أنه من قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ إِلَّا ما شاءَ اللهُ) لا من الخلود. فقد بان بما ذكرنا أن القول بفناء النار لا يثبت عن أحد من الصحابة وأن ما صحّ عنهم من عبارات لا تدلّ على المدّعى ، وهو القول بفناء النار.