والسري السقطي (١) ، ومعروف الكرخي (٢) والجنيد البغدادي (٣) والمتأخرين كأبي نجيب السهروردي (٤) وصاحب العوارف (٥) والمعارف والشيخ عبد القادر الجيلاني (٦) ، وأبي القاسم القشيري (٧) إلى أن خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات ، وقد آن أن نشرع في المقصود بعون الملك المعبود.
قال الإمام الأعظم والهمام الأفخم الأقدم قدوة الأنام أبو حنيفة الكوفي رحمهالله في كتابه المسمى بالفقه الأكبر المشار به إلى أنه ينبغي أن يكون الاهتمام به هو الأكثر لأنه مدار الإيمان ومبنى صحة الأركان ومعنى غاية الإحسان ، ونهاية العرفان بعد البسملة المشتملة على مضمون الحمدلة إخبارا في المبنى وإنشاء في المعنى لله الجامع للصفات الحسنى والنعوت العليا ، ولذا روى هشام عن محمد بن الحسن قال : سمعت أبا حنيفة رحمهالله يقول : اسم الله الأعظم هو الله ، وبه قال الطحاوي (٨) وأكثر العارفين حتى أنه
__________________
(١) هو أحد كبار مشايخ الصوفية تلميذ معروف الكرخي حدّث عن هشيم وأبي بكر بن عياش وعلي بن عراب ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم. توفي سنة ٢٥٣ ه انظر البداية والنهاية ١١ / ١٧.
(٢) هو معروف بن الفيرزان الكرخي المكنّى أبا محفوظ نسبة إلى كرخ بغداد ، أسند عن بكر بن خنيس وعبد الله بن موسى وابن السماك. توفي سنة ٢٠٠ ه. انظر صفة الصفوة ٢ / ٢١٤.
(٣) الجنيد بن محمد الجنيد أبو القاسم الخزاز القواريري كان أبوه يبيع الزجاج وكان هو خزّازا وأصله من نهاوند ويسمى رئيس الطائفة الصوفية ، درس الفقه على أبي ثور وكان يفتي في حلقته بحضرته وهو ابن عشرين سنة ، توفي سنة ٢٩٨ ه. انظر صفة الصفوة ٢ / ٢٧٤.
(٤) هو شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله السّهروردي الصوفي البغدادي ، صاحب التصانيف من تصانيفه «عوارف المعارف» و «بهجة الأبرار» توفي سنة ٦٣٢ ه. مترجم في سير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٣٩.
(٥) صاحب العوارف هو السّهروردي المتقدّم ترجمته وكتابه «عوارف المعارف» مطبوع.
(٦) هو ابن أبي صالح أبو محمد الحلبي المولود سنة ٤٧٠ ه ودخل بغداد فجمع الحديث وتفقّه على أبي سعيد المخرمي الحنبلي ، وتولى التدريس في مدرسة بغداد ، وكان صاحب زهد وصلاح ، أشهر مصنفاته «الغنية» و «فتوح الغيب». توفي سنة ٥٦١ ه. مترجم في البداية والنهاية ١٢ / ٣١٣.
(٧) هو الإمام الزاهد القدوة الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري الخراساني الشافعي الصوفي المفسّر صاحب «الرسالة» كان عديم النظر في السلوك والتذكير ، لطيف العبارة ، طيب الأخلاق ، غوّاصا على المعاني ، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري ، والفروع على مذهب الشافعي. توفي سنة ٤٦٥ ه. مترجم في السير ١٨ / ١٠٩.
(٨) هو الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي الحجري المصري الطحاوي الحنفي كان شافعيّا في بداية حياته حيث تفقّه على خاله المزني تلميذ الشافعي ومن ثم تحوّل إلى مذهب أبي حنيفة أهم مصنفاته «شرح معاني الآثار» و «شرح مشكل الآثار». توفي سنة ٣٢١ ه. مترجم في سير أعلام النبلاء ١٥ / ١٧.