١. المعجزة معلولة للعوامل الغيبية : من الممكن أن تكون المعجزة معلولة للعوامل الغيبية من قبيل الملائكة الإلهية ، بحيث حينما يطلب النبي من الله سبحانه عملاً خارقاً للعادة تتدخل تلك العوامل الغيبية ـ وبإذن من الله ـ في إنجاز ذلك العمل وتحقيق تلك المعجزة.
٢. المعجزة معلولة لعوامل طبيعية غير معروفة : انّ الفرضية الثانية تذهب إلى أنّ علل المعاجز أُمور طبيعية غير معروفة ، وبما أنّ الأنبياء يتوفّرون على علم واسع وكبير وانّهم على اطّلاع بأسرار الطبيعة لذلك يستفيدون من تلك العوامل ـ الغير المعروفة لدى غيرهم ـ للإتيان بالأُمور الخارقة للعادة.
٣. انّ علل المعاجز هي النفس والإرادة القوية للأنبياء عليهمالسلام : الاحتمال الثالث هو أنّ معاجز الأنبياء معلولة لنفس الأنبياء وإرادتهم القوية ، وعلى هذا الأساس تكون أعمال الأنبياء والأولياء الخارقة للعادة غير معلولة للأسباب الغيبية ولا العوامل المادية والطبيعية الغير المعروفة ، بل تكون معلولة للنفس القوية والإرادة القطعية للأنبياء.
إذ انّ نفوسهم عليهمالسلام وفي إطار التهذيب والتزكية وقطع العلائق المادية والتوجه والتقرب إلى مبدأ الخلق تصل إلى درجة وحدٍّ من الكمال والاقتدار بحيث تصبح بموجبه قادرة على التصرف بعالم الطبيعة وإخضاعه لإرادتها وتسخيره في خدمتها. كما أنّ نفوس الناس العاديين تقدر على الهيمنة والتصرف في قوى البدن المادية فكذلك نفوس الأولياء قادرة على التأثير في الموجودات الأُخرى وإخضاعها لخدمتها. (١)
__________________
(١). منشور جاويد : ١٠ / ٢٩١ ـ ٢٩٤.