٢. وعن خالد بن معدان قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بُعِثْتُ إلَى النّاسِ كافَّةً». (١)
ومن المعلوم أنّ لفظ «كافّة» في الروايتين بمعنى «عامّة» وحال من «الناس» ، وهذا بنفسه دليل واضح على أنّ كلمة «كافّة» في الآية المذكورة بمعنى «عامة» وحال من «الناس» وفي الحقيقة يمكن القول : إنّ النبي الأكرم أشار في هاتين الروايتين إلى مضمون الآية المذكورة.
وفي الختام نشير إلى نكتة معينة ، وهي :
إنّ الآيات التي استدلّ بها على خاتمية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم تنقسم من ناحية الدلالة إلى نوعين :
١. قوله تعالى : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) تدلّ بصراحة تامة على إيصاد باب النبوة بصورة مطلقة ، سواء أكان المدّعي للنبوة صاحب رسالة وشريعة مستقلة ، أو كان مروّجاً لشريعة النبي الأكرم.
٢. وأمّا الآيات الأربع الأُخرى فإنّها تدلّ على استحالة مجيء كتاب سماوي آخر ينسخ القرآن الكريم والشريعة الإسلامية ، ولا تدل على أكثر من ذلك ، فالواقع أنّ غرضنا من ذكر الآيات الأربع المذكورة هو الاستدلال على هذا المعنى وإثبات بطلان دعوة من ادّعى أنّه نبي وأنّه جاء بكتاب سماوي جديد (٢). (٣)
__________________
(١). الطبقات الكبرى : ١ / ١٢٢.
(٢). الجدير بالذكر أنّ القرآن الكريم لم يكتف بإثبات الخاتمية بالآيات الخمس المذكورة بل هناك آيات أُخرى في هذا المجال لم نذكرها روماً للاختصار.
(٣). منشور جاويد : ٧ / ٣١٧ ـ ٣٣٦.