الحجارة» أو «عبد الله» ونحوهما ممّا يشتمل على المضاف والمضاف إليه ، بخلاف المفرد ، سواء كان بلا جزء ، كحرف الاستفهام وكاف التّشبيه و ، كلفظة «ق» و «ف» من «وقى» و «وفى» ، أم كان ذا جزء ، مثل «زيد» وغيره.
هذا ، ولكن أشكل الإمام الرّاحل قدسسره على هذا التّقسيم بقوله : «إن كان اللّفظ بمعنى : الرّمي وإطلاقه على ما خرج من الفم ، معتمدا على أحد المخارج باعتبار رميه منه لم يكن تقسيم اللّفظ إلى المفرد والمركّب صحيحا ؛ لأنّ اللّفظ مفردا كان أو مركّبا ، لم يكن شيئا خارجا من الفم ، فإنّ «زيدا» مثلا مركّب من حروف ، وكلّ حرف لفظ وملفوظ والتّركيب منها اعتباريّ ، فلم يكن المجموع لفظا ولا موجودا إلّا في الاعتبار ، فما وضع للمعاني ليس لفظا ، نعم ، ما لا جزء له ، كهمزة الاستفهام وكاف التّشبيه لفظ موضوع ، وإن كان اللّفظ موضوعا للكلمة أو منقولا إليها ، فتقسيمه إليهما ـ أيضا ـ ليس بصحيح ؛ لأنّ المركّب ك «عبد الله» ليس بلفظ ، بل هو لفظان موضوعان لمعنيين والمجموع ليس لفظا». (١)
وفيه : أنّ أمثال هذه المباحث امور عرفيّة عقلائيّة مبتنية على أساس المساهلة والمسامحة ، وليست مباحث دقيّة عقليّة مبتنية على أساس العقل والمداقّة.
ومن المعلوم : أنّ العرف يرى لفظ «زيد» ـ مثلا ـ الخارج من الفم ، لفظا واحدا مرميّا منه وإن كان مركّبا من الحروف الثّلاثة يرمى واحد بعد واحد.
والمراد من «عبد الله» هو «عبد الله» العلميّ وهو لفظ مفرد واحد له معنى واحد ، لا الإضافيّ الّذي هو لفظان.
__________________
(١) مناهج الوصول : ج ١ ، ص ١٢٢ و ١٢٣.