ولقد كان الفقيه الرّاحل قدسسره مشاركة فعّالة في توجيه الجماهير الغاضبة إبان الثّورة ، وتنظيم صفوفها ، في أيّة بقعة من «إيران الإسلاميّة» تيسّر له ذلك ، ولا سيّما في محافظتي «يزد» و «كرمان» في عام ١٣٩٩ ه. ق. حيث والغضب الشّعبي في أوجه ضد النّظام البهلوي السّاقط ، واستمرّ الحال به على ذلك ، إلى ما بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة المباركة في ايران.
سجاياه الأخلاقيّة وحالاته المعنويّة :
كان الفقيه الرّاحل قدسسره إلى جانب نبوغه الباهر في الامور العلميّة يتحلّى بسجايا أخلاقية وصفات نفسانيّة كريمة ، نذكر نماذج منها :
كان الفقيه الرّاحل قدسسره تقيا ، ورعا ، زاهدا ، متواضعا ، يعيش حياة بسيطة في أزمنة الّتي كانت عدّة مسئوليّات على عاتقه ، وحتّى بعد أن وصل مرحلة المرجعيّة والإفتاء.
وكان قدسسره مخالفا لهواه ، يتجنب التّرويج لنفسه ، وكثيرا كانوا يطلبون منه أن يكتب رسالة عملية ، فكان يقول في جوابهم : «في حياة أساتذي الكرام أنا أستحي أن أطبع رسالة» وبعد أن توفى أساتذته وطلب منه بإلحاح ، طبع عدّة نسخ من الرّسالة العمليّة.
كان قدسسره مؤدّبا في سلوكه ، يحترم أهل الفضل والعلم وينزلهم منازلهم ولا ينتقص أحدا ، خصوصا السّادة من بني الزّهراء عليهاالسلام.
كان قدسسره قليل الأكل والنّوم ، يكتفى بعدّة لقيمات من الأكل ، وأربع ساعات من النّوم في أغلب الأحيان.
كان قدسسره كريم النّفس والعطاء ، فإن كلّ من كان يراجعه لأخذ شيء ، ما كان يرده خصوصا الطّلبة العلوم الدّينيّة ، يذكر أحد الفضلاء : «احتجت إلى عباءة فتوسّلت بالإمام المهدي (عج) بأن يرزقنى الله عباءة ، فحضرت عند الفقيه الرّاحل قدسسره في يوم غد ، فأشار إلى وقال لي : اذهب إلى تلك المحلّ الّذي يبيع العباءة وانتخب