وقال الأخفش : هو مفعول ، وفيه حذف مضاف أيضا ؛ لأن الفعل الذي قبله ، وهو «جعله» ، ليس من لفظه ؛ وتقديره : جعله ذا دك ؛ أي : ذا استواء.
«صعقا» : حال من «موسى».
١٤٥ ـ (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْها بِقُوَّةٍ
وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ)
«فخذها» : أصله : فأخذها ، وأصل «خذ» : اؤخذ ، لكن لم يستعمل الأصل وحذف تخفيفا لاجتماع الضمات والواو وحرف الحلق ؛ وقد قالوا : أؤمر ، وأؤخذ ، فاستعمل على الأصل ومنه قوله : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ) ٢٠ : ١٣٢ ، ولو استعملت على التخفيف ، لقال : ومر أهلك ، وهو جائز فى الكلام.
١٤٨ ـ (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً)
«من حليّهم» : أصله : حلويهم ، جمع حلى ، فعل على فعول ، مثل : كعب وكعوب ، ثم أدغمت الواو فى الياء بعد كسر ما قبلها ، وهو اللام ، ليصح سكون الياء ، وبقيت الحاء على ضمتها ، ومن كسرها أتبعها كسرة اللام.
١٥٠ ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي
أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْواحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قالَ
ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ
وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
«ابن أمّ» : من فتح الميم جعل الاسمين اسما واحدا ، كخمسة عشر.
وقيل : الأصل : ابن أما ، ثم حذفت الألف ؛ وذلك بعيد ، لأن الألف عوضا من ياء ، وحذف الياء إنما يكون فى النداء ، وليس «أم» بمنادى.
ومن كسر الميم أضاف «ابنا» إلى «أم» ، وفتحة «ابن» فتحة الإعراب ؛ لأنه منادى مضاف.
١٥٤ ـ (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ
لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)
«وفى نسختها هدى» : ابتداء وخبر ، فى موضع الحال من «الألواح».