وذكر الأخفش أن «أن» زائدة ، وهو قد نصب بها ، وليس هذا حكم الزائد.
«وهم يصدّون» ، ابتداء وخبر ، فى موضع الحال من المضمر المنصوب فى «يعذبهم الله».
٣٥ ـ (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً)
«المكاء» : الصفير ، وهو مصدر كالدعاء ، والهمزة بدل من واو ، لقولهم : مكا يمكو ، إذا نفخ.
وقرأ الأعمش «وما كان صلاتهم» بالنصب ، و «إلا مكاء وتصدية» ، بالرفع ، وهذا لا يجوز إلا فى شعر عند ضرورة ، لأن اسم «كان» هو المعرفة وخبرها هو النكرة ، فى أصول الكلام والنظر والمعنى.
«وتصدية» : من صد يصد ، إذا ضج ، وأصله : تصدد ، فأبدلوا من إحدى الدالين ياء ، ومعناه : ضجا بالتصفيق.
وقيل : هو من : صد يصد ، إذا منع.
وقيل : هو من «الصدى» : المعارض لصوتك من جبل أو هواء ؛ فكان المصفق يعارض بتصفيقه من يريد فى صلاته ، فالياء أصلية على هذا.
٤١ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)
«أنّما غنمتم» : ما ، بمعنى ، الذين ، والهاء ، محذوفة من الصلة ؛ تقديره : غنمتموه ؛ والخبر «فأن لله خمسه». وعلة فتح «أن» فى هذا أنها خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : فحكمه أن لله خمسه.
وقيل : «أن» : مؤكد للأولى ، وهذا لا يجوز ، لأن «أن» الأولى تبقى بغير خبر ، ولأن الفاء تحول بين المؤكد وتأكيده ، ولا يحسن زيادتها فى مثل هذا الموضع.
٤٢ ـ (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ
مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)
«أسفل» : نعت لظرف محذوف ؛ تقديره : والركب مكانا أسفل.
وأجاز الأخفش والفراء ، والكسائي «أسفل» ، بالرفع ، على تقدير محذوف من أول الكلام ؛ تقديره : وموضع الركب أسفل منكم.