إذا جعلت «على أنفسكم» الخبر ، وفى المجرور ضمير يعود على المبتدأ.
ويجوز نصب «متاع» على المصدر المطلق ؛ تقديره : يمتعون متاع الحياة ، أو على إضمار فعل دل عليه البغي ، أو يبغون متاع الحياة الدنيا.
٢٤ ـ (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ
مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها)
«وازينت» : أصله : تزينت ، ووزنه : تفعلت ، ثم أدغمت التاء فى الزاى ، فسكنت الأولى ، فدخلت ألف الوصل لأجل سكون أول الفعل ؛ وإنما سكن الأول عند الإدغام ؛ لأن كل حرف أدغمته فيما بعده فلا بد من إسكان الأول أبدا ، فلما أدغمت التاء فى الزاى سكنت التاء ، فاحتيج عند الابتداء إلى ألف وصل ؛ وله نظائر كثيرة فى القرآن.
وروى عن الحسن أنه قرأ : «وأزينت» ، على وزن «أفعلت» ، معناه : جاءت بالزينة ، لكنه كان يجب على مقاييس العربية أن يقال : وازانت ، فتقلب الياء ألفا ، لكن أتى به على الأصل ولم يعله ، كما أتى «استحوذ» على الأصل ، وكان القياس : استحاذ.
وقد قرئ : وازيانت ، مثل : احمارت ؛ وقرئ : وازاينت ، والأصل : تزاينت ، ثم أدغمت التاء فى الزاى ، على قياس ما تقدم ذكره فى قراءة الجماعة ، ودخلت ألف الوصل أيضا فيه فى الابتداء ، على قياس ما تقدم.
٢٧ ـ (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ
عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ
هُمْ فِيها خالِدُونَ)
«مظلما» : حال من «الليل» ولا يكون نعتا ل «قطع» ؛ لأنه يجب أن يقال : مظلمة. فأما على قراءة الكسائي وابن كثير : «قطعا» ، بإسكان الطاء ، فيجوز أن يكون «مظلما» نعتا ل «قطع» ، بإسكان الطاء ، وأن يكون حالا من «الليل».
٢٨ ـ (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ
فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ)
«فزيلنا» : فعلنا ، من : زلت الشيء عن الشيء ، فأنا أزيله ، إذا تحيته ، والتشديد للتكثير. ولا يجوز أن يكون «فعلنا» من : زال يزال ؛ لأنه يلزم فيه الواو ، فيقال : زولنا.
وحكى عن الفراء أنه قرأ «فزايلنا» من قولهم : لا أزايل فلانا ، أي : لا أفارقه. فأما قوله ، لا أزاوله ، فمعناه : أخاتله ؛ ومعنى «زايلنا» و «زيلنا» واحد.