٦٤ ـ (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)
«لهم البشرى» : ابتداء وخبر ، فى موضع خبر «الذين» الآية : ٦٣
٦٦ ـ (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ
مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)
انتصب «شركاء» ب «يدعون» ، ومفعول «يتبع» قام مقام «إن يتبعون إلا الظن» ؛ لأنه هو ولا ينتصب «الشركاء» ب «يتبع» ؛ لأنك تنفى عنهم ذلك ، والله قد أخبر به عنهم.
ولو جعلت «ما» استفهاما ، بمعنى : الإنكار والتوبيخ ، كانت «ما» ، و «ذا» فى موضع نصب ب «يتبع».
وعلى القول الأول تكون «ما» حرفا نافيا.
٧١ ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي
وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ
أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ)
«فأجمعوا» : كل القراء قرأ بالهمز وكسر الميم ، من قولهم : أجمعت على أمر كذا وكذا ، إذا ، عزمت عليه ، وأجمعت الأمر أيضا ، حسن بغير حرف جر ، كما قال الله جل ذكره : (إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ) ١٢ : ١٠٢ ، فيكون نصب «الشركاء» على العطف على المعنى ، وهو قول المبرد.
وقال الزجاج : هو مفعول معه.
وقيل : «الشركاء» : عطف على «الأمر» ؛ لأن تقديره : فأجمعوا ذوى الأمر ، بغير حذف.
وقيل : انتصب «الشركاء» على عامل محذوف ، تقديره : وأجمعوا شركاءكم ، ودل «أجمع» على : «جمع» ؛ لأنك تقول : جمعت الشركاء والقوم ، ولا تقول : أجمعت الشركاء ، إنما يقال : أجمعت ، فى الأمر خاصة ، فلذلك لم يحسن عطف «الشركاء» على «الأمر» إلا على المتقدم.
وقال الكسائي والفراء : تقديره : وادعوا شركاءكم ، وكذلك فى حرف أبى : «وادعوا شركاءكم».
وقد روى الأصمعى ، عن نافع : «فاجمعوا أمركم» ، بوصل الألف وفتح الميم ، فيحسن على هذه القراءة : عطف «الشركاء» على «الأمر» ، ويحسن أن تكون الواو بمعنى «مع».