والإضافة فى هذه القراءة جائزة ، تقول : «الله خير حافظ» ، كما قال : (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الآية : ١٢ ؛ ولا تجوز الإضافة فى القراءة الأولى ، لا تقول : «الله خير حفظ» ، لأن الله ليس هو الحفظ ، وهو تعالى الحافظ.
وقال بعض أهل النظر : إن «حافظا» لا ينتصب على الحال ، لأن «أفعل» لا بد لها من بيان ، ولو جاز نصبه على الحال لجاز حذفه ، ولو حذف لنقص بيان الكلام ولصار اللفظ : فاللّه خير ، فلا ندري معنى الخير في أي نوع هو؟ وجواز الإضافة يدل على أنه ليس بحال ، ونصبه على البيان أحسن ، كنصب «حفظ» ، وهو قول الزجاج وغيره.
٦٥ ـ (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي ...)
«ما نبغي» : ما ، في موضع نصب ب «نبغي» ، وهي استفهام : ويجوز أن تكون نعتا فيحسن الوقف على «نبغي» ، ولا يحسن في الاستفهام الوقف على «نبغي» ؛ لأن الجملة التي بعده في موضع الحال.
٧٥ ـ (قالُوا جَزاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)
«جزاؤه» ، الأول : مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ تقديره : قال إخوة يوسف : جزاء السارق عندنا كجزائه عندكم.
وقيل : التقدير : جزاء السارق عندنا كجزائه عندكم ، فالهاء ، تعود على السارق ، أو على السرق ؛ ثم ارتفعت «من» بالابتداء ، وهي بمعنى «الذي» ، أو للشرط.
وقوله «فهو جزاؤه» : ابتداء وخبر ، في موضع خبر «من» ، «والغاء» جواب الشرط ، أو جواب الإبهام الذي في النهى ؛ والهاء في «فهو» : يعود على الاستعباد ، والهاء في «جزاؤه» يعود على السارق ، أو على السرق.
وقيل : إن «جزاؤه» الأول ابتداء ، و «من» : خبره ، على تقدير حذف مضاف ؛ تقديره : قال إخوة يوسف : جزاء السرق استعباد من وجد في رحله فهو جزاؤه ؛ أي : والاستعباد جزاء السرق ؛ فالهاءات تعود على «السرق» لا غير ، في هذا القول.
وقيل : إن «جزاؤه» ، الأول : مبتدأ ، و «من» : ابتداء ثان ، وهو شرط ، أو بمعنى : الذي ، و «فهو جزاؤه» : خبر الثاني ، والثاني وخبره خبر عن الأول. و «جزاؤه» ، الثاني : يعود على المبتدأ الأول ، لأنه موضوع موضع المضمر ، كأنك قلت : فهو هو.