وقيل : هو معطوف على «يعلمون». ومنع هذا أبو إسحاق
وأحسنه أن يكون ف «يتعلمون» مستأنفا.
«لمن اشتراه» : من ، فى موضع رفع بالابتداء ، وخبره «ماله فى الآخرة من خلاق» ، و «من خلاق» مبتدأ ، و «من» زيدت لتأكيد النفي ، و «له» خبر الابتداء ، والجملة خبر «من» ، واللام لام الابتداء ، وهى لام التوكيد ، يقطع ما بعدها مما قبلها ، ولا يعمل ما قبل اللام فيما بعدها ، كحرف الاستفهام ، وكالأسماء التي يجزم بها فى الشرط ، وإنما يعمل فى ذلك ما بعده. ومنه قوله (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ٢٦ : ٢٧ ، ف «أي» نصب ب «ينقلبون» لا ب «سيعلم».
١٠٣ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ)
«ولو أنّهم آمنوا» : أن ، فى موضع رفع بفعل مضمر ؛ تقديره : ولو وقع إيمانهم و «لو» حقها أن يليها الفعل ، إما مضمرا وإما مظهرا ؛ لأن فيها معنى الشرط ، والشرط بالفعل أولى ؛ وكذلك قوله (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) ٩ : ٦ ، ف «أحد» مرفوع بفعل مضمر ؛ تقديره : وإن استجارك أحد من المشركين استجارك ، وكذلك عند البصريين (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) ٨٤ : ١ ، و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ٨١ : ١ ، و (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) ٨٢ : ١ ، وشبه ذلك ، كله مرفوع بفعل مضمر ؛ لأن ، «إذا» فيها معنى المجازاة ، فهى بالفعل أولى ، فالفعل مضمر بعدها ، وهو الرافع للاسم ، وهو كثير فى القرآن ، ولا بد ل «لو» من جواب مضمر أو مظهر ، وإنما لم تجزم «لو» ، على ما فيها من معنى الشرط ، لأنها لا تجعل الماضي بمعنى المستقبل ، فامتنعت من العمل ، والجواز لذلك.
«لمثوبة» : مبتدأ ، و «خير» خبره ، واللام جواب «لو».
١٠٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا)
«راعنا» : فى موضع نصب بالقول ، ومن نونه جعله مصدرا ؛ أي : لا تقولوا رعونة.
١٠٥ ـ (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
«من خير من ربكم» : من خير ، فى موضع رفع ، مفعول لم يسم فاعله ب «ينزل» ، و «من» زائدة لتأكيد النفي.
و «من ربكم» : من ، لابتداء الغاية ، متعلقة ب «ينزل».