٦١ ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ
لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)
«طينا» : نصب على الحال.
٧١ ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ
يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
العامل فى «يوم» : فعل دل عليه الكلام ، كأنه قال : لا يظلمون يوم ندعو ؛ لأن «يوما» مضاف إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف ؛ لأنهما كاسم واحد ، ولا يعمل الشيء فى نفسه.
و «الباء» فى «بإمامهم» «تتعلق ب «ندعو» ، فى موضع المفعول الثاني ل «ندعو» ، تعدى إليه بحرف جر.
ويجوز أن تتعلق «الباء» بمحذوف ، والمحذوف فى موضع الحال ، فيكون التقدير : ندعو كل الناس مختلطين بإمامهم ؛ أي : فى هذه الحال ؛ ومعناه : ندعوهم وإمامهم فيهم.
ومعناه على القول الأول : ندعوهم باسم إمامهم ، وهو معنى ما روى عن ابن عباس فى تفسيره.
وقد روى عن الحسن أن «الإمام» هنا : الكتاب الذي فيه أعمالهم ، فلا يحتمل على هذا أن تكون «الباء» إلا متعلقة بمحذوف ، وذلك المحذوف فى موضع الحال ؛ تقديره : ندعوهم ومعهم كتابهم الذي فيه أعمالهم ؛ كأنه فى التقدير : ندعوهم باتباعهم كتابهم ، أو مستقرا معهم كتابهم ، ونحو ذلك ؛ فلا يتعدى «ندعو» ، على هذا التأويل ، إلا إلى مفعول واحد.
٧٢ ـ (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)
«أعمى» : هو من : عمى القلب ، فهو ثلاثى من «عمى» ، فلذلك أتى بعد فعل ثلاثى ؛ وفيه معنى التعجب.
ولو كان من : عمى العين ، لقال : فهو فى الآخرة أشد ، أو أبين ، عمى ؛ لأن فيه معنى التعجب ، وعمى العين شىء ثابت ، كاليد والرجل ، فلا يتعجب منه إلا بفعل ثلاثى ؛ وكذلك حكم ما جرى مجرى التعجب.
وقيل : لما كان عمى العين أصله الرباعي لم يتعجب منه إلا بإدخال فعل ثلاثى ، لينقل التعجب إلى الرباعي ، فإذا كان فعل المتعجب منه رباعيا لم يمكن نقله إلى أكثر من ذلك ؛ فلا بد من إدخال فعل ثلاثى ، نحو : أبين ، وأشد ، أو كثر ، وشبهه. هذا مذهب البصريين.