إخراجكم ؛ أي : وقت موتكم إخراجكم ؛ وقوله : «إذا متم مخرجون» : فى موضع رفع على خبر «أن» الأولى ، والعامل فى «إذا» مضمر ، كأنك قلت : أيعدكم أنكم حادث إذا متم إخراجكم.
ولا يجوز أن يعمل فيه «إخراجكم» ، لأنه يصير فى صلة «الإخراج» ، وهو مقدم عليه ، وتقديم الصلة على الموصول لا يجوز ، ولا يحسن أيضا أن يعمل فى «إذا» قوله «متم» ، لأن «إذا» مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف لأنه بعضه ؛ وهذا كقولك : اليوم القتال ، ف «اليوم» : خبر عن «القتال» ، والعامل فى «اليوم» مضمر ؛ كأنك قلت : اليوم يحدث القتال ، أو حادث القتال. ولا يجوز أن يعمل فى «اليوم» : القتال ؛ لأنه يصير فى صلته ، وهو مقدم عليه ؛ فذلك غير جائز. وهذا المضمر العامل فى الظروف فيه ضمير يعود على المبتدأ ، فإذا أقمت الظرف أو المجرور مقامه وحذفته صار ذلك الضمير متوهما فى الظرف أو المجرور ، لقيامه مقام الخبر الذي فيه ضمير يعود على المبتدأ.
٣٦ ـ (هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ)
«هيهات هيهات» : من فتح التاء بناه على الفتح ، والوقوف عليه ، لمن فتح التاء عند البصريين ، بالهاء ، وموضعه نصب ؛ كأنه موضوع موضع المصدر ، كأنك قلت : بعدا بعدا لما توعدون.
وقيل : موضعه رفع ، كأنه قال : البعد لما توعدون.
ومن كسر التاء وقف بالتاء ، لأنه جمع ، كبيضة وبيضات.
وبعض العرب ينونه للفرق بين المعرفة والنكرة ؛ كأنه إذا لم ينون فهو معرفة ، بمعنى : البعد لما توعدون ، وإذا نون فهو نكرة ، كأنه قال : بعد لما توعدون ؛ وكررت للتأكيد.
٤٤ ـ (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ)
«تترا» : هو فى موضع نصب على المصدر ، أو على الحال من «الرسل» ؛ أي : أرسلنا رسلنا متواترين ؛ أي : متتابعين.
ومن نونه جعله على أحد وجهين :
إما أن يكون وزنه فعلا ، وهو ، وهو مصدر دخل التنوين على فتحة الراء ؛ أو يكون ملحقا بجعفر ، والتنوين دخل على ألف الإلحاق.
فإذا وقفت على هذا الوجه ، جازت الإمالة ، لأنك تنوى أن تقف على الألف التي دخلت للإلحاق لا على ألف التنوين ، فتميلها إن شئت.