الماضية ، لصحة وقوعها وثبات كونها على ما أخبر به الصادق ، لا إله إلا هو ، فجاز الإخبار عنها بالماضي ، إذ هى فى صحة كونها كالشيء الذي قد كان ومضى ، وهو كثير فى القرآن.
١٦٦ ـ (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ)
«إذ تبرأ» : العامل فى «إذ» : «شديد العذاب» (الآية : ١٦٥) ؛ أي : حين نبرأ.
ويجوز أن يكون العامل فعلا مضمرا ؛ أي : اذكر يا محمد إذ تبرأ. وهو مثل الأول فى وقوع «إذ» لما يستقبل ، ومعناه الذي وضعت له الماضي.
١٦٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ
يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ)
«كما تبرءوا منا» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : تبريا مثل ما تبرءوا منا.
ويجوز أن يكون فى موضع نصب على الحال من المضمرين فى «تبرءوا» ؛ تقديره : فنتبرأ منهم مشبهين تبرأهم منا.
«كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات» : الكاف ، فى موضع رفع على خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : الأمر كذلك ، فيحسن الوقوف عليها والابتداء بها ، على هذا.
وقيل : الكاف فى موضع نصب نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : رؤية مثل ذلك يريهم الله ، فلا تقف عليها ويبتدأ بها. و «حسرات» نصب على الحال ؛ لأن «يريهم» من رؤية البصر ، وهو حال من الهاء والميم فى «يريهم» ، ولو كان من «العلم» لكان «حسرات» مفعولا ثالثا.
١٦٨ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً ..)
«حلالا طيّبا» : هو نعت لمفعول محذوف ؛ أي : كلوا شيئا حلالا طيبا من المأكول الذي فى الأرض.
وقيل : هو مفعول «كلوا».
وقيل : حال من «مما فى الأرض».
١٧٠ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا
أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)
«أو لو كان آباؤهم» : الواو ، واو عطف ، والألف ، للتوبيخ ، ولفظها لفظ الاستفهام ؛ وجواب «لو» محذوف ؛ تقديره : أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون يتبعونهم على خطئهم وضلالتهم؟.
(م ٣ ـ الموسوعة القرآنية ج ٤)