فى فعل الأهل ، وجاز ذلك وحسن لتقدم ذكر «القرية» ، ولأن الفعل فى صلة «التي» ، و «التي» ل «القرية» ، فلم يكن بد من ضمير يعود على «التي» ، وضمير الفعل المرفوع العائد على «الذي» و «التي» يستتر فى الفعل الذي فى الصلة أبدا ، إذا كان الفعل له ، ومثله فى الحذف : (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) ٤٧ : ٢١ ؛ أي : عزم أصحاب الأمر ، ثم حذفت «الأصحاب» ، ولم يستتر «الأمر» فى الفعل لأنه لم يتقدم له ذكر.
١٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ
لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ
الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ)
«مثل الجنة التي» : مثل ، رفع بالابتداء ، والخبر محذوف ، عند سيبويه ؛ تقديره : فيما يتلى عليكم مثل الجنة.
وقال يونس : معنى «مثل الجنة» : صفة الجنة ، ف «مثل» : مبتدأ ، و «فيها أنهار من ماء» : ابتداء وخبر فى موضع خبر «مثل».
وقال الكسائي : تقديره : مثل أصحاب الجنة ، ف «مثل» ، على قوله : ابتداء ، و «كمن هو خالد» : الخبر.
وقيل : مثل ، زائدة ، والخبر إنما هو على «الجنة» ، و «الجنة» ، فى المعنى : رفع بالابتداء ، و «أنهار من ماء» : ابتداء ، و «فيها» : الخبر ، والجملة : خبر عن «الجنة».
«من خمر» : فى موضع رفع ، نعت ، ل «أنهار» ، وكذلك : «من عسل».
ويجوز فى الكلام «لذة» ، بالرفع على النعت ل «أنهار» ، ويجوز النصب على المصدر ، كما تقول : هو لك هبة ، لأن «هو لك» تقوم مقام «وهبته لك».
١٦ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ)
«آنفا» : نصب ، على الحال ؛ أي : ما قال محمد مبتدئا لوعظه المتقدم ، يهزءون بذلك.
ويجوز أن يكون «آنفا» ظرفا ؛ أي : ما ذا قال قبل هذا الوقت ؛ أي : ما ذا قال قبل خروجنا ، وهو من الاستئناف.
١٨ ـ (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ
إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ)
«فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم» : الذكرى ابتداء ، و «أنى لهم» : خبر ، وفى «جاءتهم» : ضمير «الساعة» ، والمعنى : أنى لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة ، مثل قوله : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) ٣٤ : ٥٢